لقد تقرر إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات المتجهة إلى مالي واستدعاء السفراء من هذه الأخيرة وحليفتيها النيجر وبوركينا فاسو بعد الاتهامات التي وجهت إلى بلاد الشهداء كونها حاضنة للإرهاب وعش دبابير كل الخلايا الانفصالية المسلحة بمنطقة الساحل وشمال إفريقيا.
لقد كانوا يتأهبون لشرب أقداح النصر والنيف.. فجأة رن صوت هاتف السفير صبري بوقادوم من واشنطن، بصوت مرتعد قال:
لقد أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء وتدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والمصداقي والواقعي كأساس وحيد لحل عادل ودائم للنزاع. لقد جاء هذا التأكيد عقب اجتماع عقده وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة مع نظيره الأمريكي حيث أكدا خلاله الوزيران على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والمغرب في تعزيز السلم والأمن تحت قيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملك محمد السادس.
وأكد بوقادوم أن بيان الخارجية الأمريكي نشر بموقعها الرسمي، وأن الولايات المتحدة تستمر في الإيمان بأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد القابل للتطبيق.
انتهى كلام بوقادوم المتهدج والحزين.. بعدها ساد هرج ومرج في قاعة الحفلات بفندق الشيراتون، أعقبه سكوت وسكون كأنهم في جو جنائزي حزين.
صاح أحد الحكماء وهو يترنح من فرط شرب أقداح النصر على دول الساحل:
لا تأبهوا لكلام بوقادوم، لعلها كذبة أبريل ولو أنها جاءت متأخرة بأسبوع، وصاح آخر وهو يحاول الوقوف، إنها تغريدة وكفى…قولوا لأحفاد الشهداء ” لاتأبهوا للتغريدات الترامبية.. ».
توهموا أن تكون للقرارات القادمة تداعيات على المستقبل الاقتصادي والعسكري والسياسي للطرف الآخر.. أحد الظرفاء ذهب به حماس الأقداح بعيدا: الوارد عاجلا هو غلق البحر الأبيض المتوسط وإغلاق المجال الحيوي طبقا لمواقف بلاد الشهداء » الثابتة » وما يفرضه » النيف » الجزائري.
بعد الجلبة ساد صمت العقلاء، همس أحدهم أن الأمم المتحدة ستقوم بإغلاق نهائي لمقر مفوضية اللاجئين في تندوف، وسكان المخيمات لم يعدوا لاجئين بل مقيمين دائمين في أرض بلاد الشهداء..! ورحم الله حكيما قال: وإذا ابتليتم فاستتروا….