شهدت المنطقة الساحلية حيث يقع “قصر البحر” انطلاقاً فعلياً لمشروع هام يهدف إلى تحصينه وحمايته من قوة الأمواج العاتية للمحيط الأطلسي.

يأتي هذا المشروع في إطار جهود صيانة وحماية هذا الموقع الذي يواجه تحديات بفعل التغيرات الساحلية وتأثيرات الأمواج.

تتطلب مشاريع حماية المواقع الساحلية من عوامل التعرية وأمواج البحر مراحل دقيقة ومتسلسلة لضمان فعالية البنية الواقية ومتانتها، وبدء هذا المشروع يعني الشروع في تطبيق هذه المراحل الأساسية.

من أبرز هذه المراحل الأولية، يتم العمل على تسوية قاع البحر في المنطقة المستهدفة، وإزالة أي عوائق أو ترسبات قد تؤثر على استقرار البنية التحتية الواقية، تلي ذلك عملية إنشاء وتجهيز الطرق اللازمة لتمكين وصول الآليات والمعدات والمواد الضرورية إلى موقع العمل.

بعد تهيئة القاع وتأمين الوصول، يتم وضع طبقات من الحصى أو الصخور لتشكيل قاعدة صلبة للتحصين. يتم بعد ذلك تسوية هذه الأساسات بدقة فائقة لضمان ثبات الهيكل الذي سيتم بناؤه.

وتأتي المرحلة الحاسمة المتمثلة في نقل الكتل الضخمة، سواء كانت صخوراً طبيعية كبيرة أو كتل إسمنتية مصممة خصيصاً، إلى الموقع باستخدام رافعات خاصة أو بواخر، ثم يتم وضعها وترتيبها بطريقة متداخلة لتقوية البنية وتشكيل الحاجز الحامي.

وفي المراحل النهائية، يتم التركيز على إغلاق الفراغات والأنفاق التي قد تتشكل ضمن البنية الواقية باستخدام مواد مناسبة تمنع تسرب المياه إليها مجدداً، لضمان فعالية الحماية على المدى الطويل.

ويشكل البدء الفعلي في هذا المشروع خطوة مهمة نحو صون وحماية قصر البحر من التآكل وتأثيرات المحيط، مما يساهم في الحفاظ على هذا الموقع وقيمته.