مهرجان كناوة 2025.. الصويرة تحتضن تناغم الروح والإبداع

مهرجان كناوة 2025.. الصويرة تحتضن تناغم الروح والإبداع

تتحول مدينة الصويرة، من 19 إلى 21 يونيو الجاري، إلى واحة موسيقية عالمية تستقبل عشاق الفن والموسيقى من مختلف بقاع الأرض، عبر تظاهرة فريدة تنسج خيوطها بين التقاليد العريقة والابتكار العصري.

في هذه النسخة الجديدة، يتجاوز مهرجان كناوة وموسيقى العالم حدود المهرجان المعتادة ليصبح فضاءً مفتوحًا للتبادل الثقافي والتجارب الصوتية المبتكرة. المعلمون الكناويون – حفظة التراث الموسيقي الصوفي المغربي – يتقاسمون المنصات مع نجوم موسيقى العالم، في حوارٍ يجمع بين الأصالة وروح المعاصرة.

تنطلق الفعاليات بموكب احتفالي يطوف شوارع الصويرة، ينبض بالإيقاعات الكناوية وألوان الزي التقليدي. لوحة حية من الفرح والوحدة الروحية تفتح أبواب المدينة لعروض فنية متتالية تتجاوز كونها مجرد حفلات موسيقية.

تُفتتح المنصات الكبرى بحفل يقدمه المعلم حميد القصري، رفقة فرقة باكالاما السنغالية، والفنانتين عبير العابد وكيا لوم، في توليفة صوتية تعانق الإيقاعات الإفريقية بروح مغربية أصيلة. أما بقية الأيام، فتشهد لقاءات موسيقية ساحرة، منها:

  • المعلم حسام كينيا يتشارك الإيقاعات مع العازف الأمريكي ماركوس جيلمور.
  • مراد المرجان يبدع في حوار صوفي مع ظافر يوسف، نجم الجاز الصوفي.
  • أسماء حمزاوي وفرقة بنات تمبكتو، بمشاركة الفنانة المالية رقية كوني، يقدمن أصواتًا نسائية تجمع بين الفن والالتزام الاجتماعي.
  • المعلم محمد بومزوغ يقدم مغامرة موسيقية مبتكرة مع مجموعة من الفنانين المغاربة والأفارقة والأوروبيين.

يحجز الجيل الجديد من الفنانين مكانه على منصة الشاطئ، في عروض تمزج بين وفاء التقاليد وجرأة الإبداع. من فهد بنشمسي أند ذا لالاز، إلى ديوعود، ومشروع نشطيمان، وصولًا إلى رباب فيزيون وذا ليلى، تكتمل صورة مهرجان يزاوج بين الهوية والانفتاح.

لا يكتفي المهرجان بالموسيقى، بل يحتضن أيضًا منتدى حقوق الإنسان في نسخته الثانية عشرة، تحت عنوان “الحركيات البشرية والديناميات الثقافية”. يشارك فيه مفكرون وفنانون، مثل إيليا سليمان وأندريا ريا وفيرونيك تادجو، ليناقشوا قضايا الهجرة والهوية والإبداع، في فضاء حواري مفتوح.

تعود شراكة مهرجان كناوة مع كلية بيركلي الأمريكية من خلال برنامج تدريبي لموسيقيين شباب من 23 دولة، ليكتسبوا خبرات جديدة ويجسدوا روح التعاون والتجريب.

كما يشهد المهرجان تنظيم “كرسي التقاطعات الثقافية والعولمة”، الذي يدعو إلى نقاشات مفتوحة حول الروحانيات الكناوية وسبل ابتكار الموسيقى المعاصرة.

بعيدًا عن المنصات الكبرى، تنبض شوارع الصويرة بورش عمل ولقاءات مثل “شجرة الكلام”، إضافةً إلى معرض “بين اللعب والذاكرة” في برج باب مراكش.

هكذا يتحول المهرجان إلى رحلة متكاملة: من الطقوس الكناوية العميقة إلى تجارب الحداثة، في فضاء يرحب بالجميع، ويوحد ما فرقته المسافات والثقافات.

بمشاركة 350 فنانًا و40 معلّمًا كناويًا في 54 حفلة موسيقية، تؤكد الصويرة مكانتها كعاصمة للتنوع والابتكار. مهرجان كناوة 2025 ليس مجرد حدث فني، بل دعوة للغوص في عمق التجربة الإنسانية والموسيقية… في مدينة الرياح، حيث تتلاقى الأرواح وتنبض الحياة بإيقاعات تتجاوز كل الحواجز.

videossloader مشاهدة المزيد ←