
نيودلهي.. أمسية موسيقية استثنائية تحتفي بالتراث الأندلسي والحوار الثقافي المغربي – الهندي

نظمت سفارة المغرب بالهند، الاثنين بنيودلهي، في إطار الاحتفال بعيد العرش المجيد، أمسية موسيقية استثنائية خصصت للموسيقى الأندلسية المغربية والحوار الثقافي بين المغرب والهند.
وقدّمت هذه الأمسية، الموجهة للجمهور الهندي، فرقة “روافد” برئاسة عمر المتيوي، حيث سافرت بالحضور إلى العالم الروحاني للطرب الأندلسي المغربي “الآلة”، وهو فن موسيقي متجذر في تاريخ وهوية المملكة.
ومن خلال أداء مقطوعات من “نوبة الرصد” و”الماية”، كشف الحفل عن الثراء الشعري والعمق التعبيري لهذا التراث العريق، جامعا بين رقة اللحن ودقة الإيقاع.
وتواصلت هذه الرحلة الموسيقية مع مختارات من الأغاني المستمدة من ريبرتوار “السماع الصوفي”، وهي ممارسة روحية مفعمة بالتصوف والتأمل، فضلا عن “الزندانيات”، وهي قصائد وموسيقى سجنية تنقل مشاعر عميقة وسعيا نحو السمو.
وبلغت الأمسية لحظة مميزة بمشاركة استثنائية للمغنية الهندية زيلا خان، أحد أبرز أسماء التصوف الموسيقي الهندي.
وامتزج صوتها العميق بسلاسة مع الأنغام الأندلسية، محققا بذلك مزيجا فنيا غير مسبوق بين تقليدين صوفيين عريقين.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد سفير المغرب بالهند، محمد مالكي، أن هذه الأمسية، التي نُظمت في إطار الاحتفال بالذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على عرش أسلافه الميامين، لا تشكل احتفالا فنيا فقط، بل أيضا تكريما للقيم الانسانية الكونية.
وأبرز الدبلوماسي في هذا السياق قدرة الموسيقى على تجاوز الحدود، ونقل رسالة التسامح، وتعزيز الحوار بين الثقافات، في وقت يبدو فيه العالم مفتقرا إليها بشدة.
وأشار السيد مالكي إلى أن مشاركة فرقة “روافد”، بثراء وعمق ريبرتوارها، يجسّد بوضوح أصالة وتفرد التراث الموسيقي المغربي، وهو تقليدٌ قيّم لا مثيل له في أي مكان آخر، مسجلا أن هذه الموسيقى ليست فنا فقط، بل أيضا وسيلة للذاكرة الجماعية والهوية، قادرة على بناء روابط دائمة بين الشعوب.
كما أشاد بحفاوة الجمهور الهندي، الذي استطاع من خلال هذا اللقاء اكتشاف جانب من الثقافة المغربية، يتميز بالروحانية والتاريخ والجمال الشعري.
من جهته، أعرب عازف العود البارز عمر المتيوي في تصريحٍ لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته بتواجده لأول مرة في الهند، مشيدا بالترحيب الحار الذي خصصه الجمهور الهندي للموسيقى الأندلسية المغربية.
وقال إن هذه التجربة كشفت عن العديد من القواسم المشتركة بين التقاليد الموسيقية المغربية والهندية، رغم أن أساليبها الموسيقية مختلفة بشكل كبير، مضيفا أن هذا النوع من الحوار الفني يستحق التشجيع في المستقبل.
من جانبها، أكدت المغنية زيلا خان أن هذا اللقاء الفني كان “من أهم التجارب في مسيرتها الفنية”، واصفة عمر المتيوي بالأستاذ المتمكن والبيداغوجي الملهم.
وأضافت أن “هذا المشروع، الذي أرعاه منذ العام الماضي، كان مصدرا للتعلم والتجديد الفني”، مسجلة أنه تكريم لثراء الثقافة المغربية.
وأوضحت أنها أرادت تقديم مقطوعات ذات كثافة أدبية وموسيقية كبيرة، مع احترام عمقها الروحي.
وعرفت هذه الأمسية حضور شخصيات من السلك الدبلوماسي، وممثلين عن المؤسسات الثقافية، وصحفيين، بالإضافة إلى عدد كبير من محبي الموسيقى الهندية والأجنبية.
