إيمان تيسي – مراكش الآن

جادت قريحة الكاتب المغربي ابن المدينة الحمراء عثمان شليخ برواية جديدة اختار لها عنوان “نزّاع القلوب”، والتي ستصدر قريبا عن دار الصومعة للنشر والتوزيع والترجمة.

هذا وتعدّ هذه هي المرة الثانية التي تتعاقد فيها دار الصومعة للنشر والتوزيع والترجمة مع الكاتب المبدع المراكشي من أجل نشر روايته”نزاع القلوب” التي صمم غلافها إسلام عادل، وذلك بعد مؤلف “نفذ الحب الذي بداخلي”.

اقتباس من العمل:

“في الزاوية القريبة، حيث لا يوجد شيء سوى سرير حديدي صغير، طاولة خشبية محطمة وكرسي لا يزيد عمره عن عمر المكان نفسه، وصوت المعدن الذي يئنُّ عندما يلمسه. لكنَّ الأشياء ليست هي ما تحدد الزمن هنا، بل هو شيء آخر.

الوقت في هذه الحجرة له طعم مختلف؛ إنه ليس لحظات تمر، بل هو مسافة لا تتوقف، رحلة لا تنتهي إلى الذات، إلى المجهول. الهواء هنا ثقيل، كما لو أن جزيئات الأكسجين نفسها صارت تذرف الدموع، وأنت محاصر في هذا الفراغ القاسي. لا نوافذ، لا إطلالات، لا ملامح في زمن لا عقارب له. وحده الصوت الخافت لخطوات الحراس كلما مرّوا خارج الباب يقطع هذا الصمت المطبق، ليس إلا لتذكيرك أنّك هناك، وحيد، محاصر بين جدران لا مفرّ منها.

“… يا غرامي كل شيء ضاع مني فنزعت الحبّ من قلبي وروحي ووهبت العمر أوتاري ولحني وتغنيت فداويت جروحي…”

في هذه الرواية، يتحول مكان ضيق إلى كون خاص تتلاطم فيه الذكريات والأفكار، حيث الزمن يتوقف، والهواء يبكي، والخطوات الخافتة للحراس تصبح جدرانًا تغلق كل الأبواب.

ذلك أنّ “نزّاع القلوب” هي رواية تحكي عن طالب في الطب شاب محكوم عليه بالاعدام يلتقي بحارس عنده بنت مصابة بورم في المخ، فيساومه على علاج ابنته مقابل تخليصه من حبل المشنقة؛ لكن كيف؟ وهل يمكن؟ ولماذا حكم عليه بالإعدام؟ هذا ما سترويه فصول الرواية للقارئ الذي يرغب في عيش مشاعر جديدة من خلال اكتشاف أحداثها وشخصياتها.

يشار أنّ الكاتب الواعد عثمان شليخ، له عدة أعمال إبداعية ويتعلق الأمر برواية “لقاء”، وقصة “جواهر على الحدود”، وقصة “متلازمة العشق”، مجموعة قصصية بعنوان “أبو المصائب”، هذا بالإضافة الى أولى رواياته الورقية “نفد الحب الذي بداخلي” والتي شارك بها، مؤخرا، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته 56 .