وحيد الكبوري – مراكش الآن 

شهد شارع الموحدين بمراكش، قبل قليل من صباح اليوم الاثنين، حالة استنفار واسعة بعدما اندلع حريق مفاجئ داخل عمارة الباشا التي لازالت قيد الترميم، تقع على بعد خطوات قليلة من مسجد الكتبية التاريخي وبمحاذاة ساحة جامع الفنا، القلب النابض للمدينة الحمراء.

وبحسب المعطيات الأولية، فقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المبنى الذي ما يزال محاطًا بدعامات حديدية منذ الزلزال الأخير، الأمر الذي أثار حالة من الهلع في صفوف المارة والساكنة المجاورة، بالنظر إلى موقع البناية الحساس وقربها من أبرز المعالم السياحية والتاريخية لمراكش.

فور إشعارها بالحادث، هرعت إلى عين المكان مختلف المصالح الأمنية والسلطات المحلية، إلى جانب عناصر الوقاية المدنية التي سخرت آلياتها وشاحنات الإطفاء للتعامل مع ألسنة اللهب.

وقد تمكنت الفرق المتدخلة، بعد مجهودات متواصلة، من السيطرة على الحريق والحيلولة دون امتداده إلى المباني المجاورة، خصوصًا وأن المنطقة تعرف كثافة عمرانية وحركية بشرية كبيرة بحكم توافد السياح والزوار بشكل يومي على ساحة جامع الفنا ومسجد الكتبية.

مصادر “مراكش الآن” من عين المكان، أكدت أن الحريق لم يخلف أي خسائر بشرية، فيما اقتصرت الأضرار على أجزاء من البناية المتضررة أصلًا بفعل الزلزال.

وقد فتحت السلطات المختصة تحقيقًا لتحديد ظروف وملابسات الحريق، وسط ترجيحات تفيد بأن المبنى كان قد تحول في الفترة الأخيرة إلى مأوى لبعض المشردين، وهو ما قد يكون سببًا في اندلاع النيران.

على إثر هذا الحريق، ارتفعت أصوات تطالب بتكثيف المراقبة على البنايات غير المأهولة أو تلك التي توجد في طور الترميم، مع ضرورة الإسراع في ترميم المباني التاريخية المتضررة من الزلزال الأخير، ضمانًا لأمن السكان والزوار وصونًا لقيمة مراكش كوجهة سياحية وثقافية عالمية.