
الأسود يغيرون الأجواء.. حركية مغربية لافتة في الميركاتو الأوروبي

حسم مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في مستقبلهم في ملاعب كرة القدم الأوروبية، من خلال انتقالهم من فرق إلى أخرى، في إطار سعيهم نحو آفاق أفضل لتطوير قدراتهم، وبالتالي، الرفع من مستواهم التنافسي، حفاظا على مكانتهم في تشكيلة الأسود خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا، المرتقبة ما بين 21 دحنبر 2025 و18 يناير 2026.
شهدت فترة الانتقالات الصيفية في أوروبا حركية ملحوظة لعدد من لاعبي المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، فضلوا تغيير الأجواء والانتقال إلى أندية جديدة، في خطوة تعكس رغبتهم في البحث عن فضاءات أرحب لتطوير مؤهلاتهم التقنية والبدنية، وكذا ضمان دقائق لعب أكثر تتيح لهم الحضور، بقوة، في منافسات الموسم الكروي المقبل، سواء على صعيد أنديتهم أو مع المنتخب الوطني.
في مقدمة هؤلاء، برز المدافع الدولي نايف أكرد، الذي غادر صفوف نادي وست هام الإنجليزي، ليوقع عقدا مع نادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي، باحثا عن أفق جديد يمنحه الاستمرارية والمشاركة المنتظمة في المسابقات الكبرى.
وكان أكرد ساهم في تتويج ويست هام بدوري المؤتمر الأوروبي، للمرة الأولى في تاريخه سنة 2023، وفي الموسم الماضي، لعب في ريال سوسييداد، على سبيل الإعارة من ويست هام.
وشكل انتقال أكرد مفاجأة نسبية، خصوصا أن اللاعب كان يحظى باهتمام عدة أندية أوروبية، على غرار سندرلاند، غير أن اختياره الدوري الفرنسي اعتُبر خطوة منطقية بحكم معرفته الجيدة بأجوائه، بحكم أنه لعب سابقا في ديجون ما بين 2018 و2020، وستاد رين ما بين 2020 و2022.
من جهته، خطف المهاجم الشاب حمزة إيكمان (22 سنة) الأنظار، بعد انضمامه إلى نادي ليل الفرنسي، قادما من رينجرز الأسكلتندي، حيث تألق الموسم الماضي، مع العلم أنه لم يشارك بصفة منتظمة في المباريات.
ووقع عز الدين أوناحي، خريج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، عقدا مع فريق جيرونا، لمدة خمسة مواسم، ينتهي في 30 يونيو 2030.
من جانبه، حقق نائل العيناوي (24 سنة)، نقلة كبيرة بالانتقال إلى روما الإيطالي، قادما من لانس الفرنسي، في صفقة تُعتبر محطة فارقة في مساره لتطوير قدراته.
وكان العيناوي، نجل يونس العناوي، لاعب التنس المغربي سابقا، تلقى أول دعوة له لحمل قميص المنتخب الوطني المغربي، ما يجعل انتقاله إلى روما فرصة لإثبات ذاته في الدوري الإيطالي، حيث يحتاج إلى مضاعفة جهوده لإبراز مكانته.
أما أمين عدلي، وبعد موسمين ناجحين مع باير ليفركوزن في “البوندسليغا”، فقد اختار خوض تحد جديد بانتقاله إلى بورنموث الإنجليزي في “البريميرليغ”، وهو ما يضعه أمام فرصة لتأكيد إمكاناته في أحد أقوى الدوريات العالمية.
من جهته، اختار الموهبة شمس الدين طالبي (20 سنة) الانتقال من فريق كلوب بروج، حيث تألق الموسم الماضي، إلى سندرلاند الإنجليزي.
ويلعب شمس الدين طالبي في مركز ظهير أمين هجومي (مركزه الرئيسي)، كما يمكنه اللعب في مركز خط الوسط الهجومي (مركز ثانوي)، ويجمع في قدراته الفنية بين السرعة والمراوغة والقوة البدنية، وهي صفات دفعت كثيرا من المحليين البلجيكيين لكرة القدم إلى التنبؤ له بمستقبل كبير في الملاعب.
ومن أكبر المفاجآت في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، انتقال سفيان أمرابط من فريق فنربخشة التركي إلى ريال بيتيس الإسباني، على سبيل الإعارة إلى غاية نهاية الموسم الرياضي الحالي 2025-2026.
وبانتقاله إلى ريال بيتيس، يخوض أمرابط تجربة احترافية جديدة في مساره، في الدوري الإسباني الممتاز، بعدما سبق له اللعب في دوريات الدرجة الأولى في هولندا، وبلجيكا، وإيطاليا، وإنجلترا، وتركيا.
ومعلوم أن هذه الانتقالات مجتمعة تؤكد المكانة التي بات يحظى بها اللاعبون المغاربة في السوق الأوروبية، وتعكس، في الوقت نفسه، تصاعد قيمتهم الفنية، وهو ما يمنح المنتخب الوطني زخما أكبر وبدائل متعددة، استعدادا لنهائيات كأس أمم إفريقيا “كان المغرب 2025″، وأيضا نهائيات كأس العالم “مونديال 2026”.
