
تنمية بشرية.. دعم لفائدة تمكين النساء القرويات بالتوامة بإقليم الحوز

منذ انطلاقها قبل 20 سنة من قبل الملك محمد السادس، رسخت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكانتها كورش اجتماعي مهيكل، يضع الإدماج الاجتماعي ودعم الفئات الهشة في صلب أولوياته.
وتعد النساء القرويات في وضعية هشة، من أبرز المستفيدات من هذه الدينامية التنموية، التي تروم تعزيز استقلاليتهن وتمكينهن من الاندماج السوسيو-مهني.
وفي هذا الصدد، يجسد مركز تقوية قدرات النساء في وضعية هشاشة بالتوامة بإقليم الحوز، والذي رأى النور سنة 2023، بشكل واضح، إرادة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمنح هذه الفئة الاجتماعية فرصة تطوير كفاءاتها.
ويقدم هذا المركز، منذ إحداثه، عرضا واسعا من الخدمات والتكوينات الملائمة، يمكن المستفيدات من تقوية مهاراتهن وإعدادهن على النحو الأفضل للمستقبل.
ومكنت هذه البنية، المشيدة على مساحة إجمالية تبلغ 3255 متر مربع بكلفة تصل إلى 140 ألف درهم، من ضمنها 100 ألف درهم كمساهمة من المبادرة وبدعم من المجلس الجماعي (تعبئة العقار)، من تأطير 240 مستفيدة في عدد من التخصصات، ما يعكس الأثر الملموس لهذا المشروع على حياة النساء في المنطقة.
وبفضل ورشات متنوعة، تشمل الطبخ، وصناعة الحلويات، والخياطة، والتجميل، والحلاقة، بالإضافة إلى محو الأمية والإعلاميات، يحرص المركز على تقديم عرض متكامل، بهدف تمكين هؤلاء النساء من الأدوات اللازمة لتحسين ظروف عيشهن وتيسير إدماجهن السوسيو-اقتصادي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرزت مديرة المركز، مليكة كوكات، الدور المحوري لهذا الفضاء، الذي يقدم للنساء القرويات تكوينات عملية ملائمة لاحتياجات سوق الشغل، مؤكدة على التوجه الأساسي المتمثل في مواكبة المستفيدات ضمن مسار تدريجي لاكتساب المهارات، مع تقوية ثقتهن واستقلاليتهن.
وأضافت أن دور المركز لا ينحصر في التكوينات، بل يمتد أيضا، للتحسيس ومواكبة النساء عبر حصص للتربية الأسرية، والصحة، وتدبير المشاريع، مسجلة أن تتبع المركز يشكل مؤهلا أساسيا لضمان إدماج مستدام وتحسين حقيقي لشروط عيش المستفيدات.
من جانبها، أكدت مليكة آيت ناصر، إحدى المستفيدات من خدمات المركز، على أهمية هذه البنية في مسارها، معبرة عن امتنانها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وفريق المركز على مواكبتهم المتواصلة، والتي “غيرت نظرتها للمستقبل”.
وبعد أن كانت تشتغل سابقا في مجال صناعة الحلويات، تمكنت آيت ناصر من تنويع كفاءاتها بفضل ورشات الحلاقة، ما أتاح لها التفكير في فرص مهنية جديدة وتعزيز جانب التخصصات المتعددة.
من جانبهن، أشادت عدد من المستفيدات بالجهود المبذولة من قبل المبادرة، مشيرات إلى أن مبادرات من هذا القبيل تشكل رافعة حاسمة لتقوية كفاءات المرأة القروية، ومن ثم فتح الطريق أمام اندماج اجتماعي ومهني مستدام.
