
الوكالة المغربية للتعاون الدولي تؤكد دور الأطفال في صناعة القرار في القارة الإفريقية

أكد السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال، خلال افتتاح أشغال المنتدى الإفريقي لبرلمان الطفل بالرباط، الجمعة 21 نونبر 2025، أن هذا الحدث يعكس رؤية سياسية مشتركة تضع الطفل الإفريقي في قلب مسار مستقبل ومصير القارة والتحديات التي تواجهها.
وقال مثقال إن الطفل يبقى الفاعل المحور في مسار تنمية القارة ورسم مستقبلها، مشددا على أنه ليس مجرد متلق أو مستفيد من السياسات، بل هو الحاضر والمستقبل، صاحب الأفكار والحلول.
وأضاف: “إن إشراك الطفل لإسماع صوته يعطي معنى حقيقي للسياسات العمومية، ويجعله فاعلا أساسيا في مسار التنمية المندمجة والدائمة”.
واحتضن مقر مجلس النواب هذا الحدث القاري غير المسبوق جمع الوفود الرسمية الإفريقية وبرلمانيين أطفال من مختلف أنحاء القارة، بدعوة من المرصد الوطني لحقوق الطفل، للبحث في محور: مشاركة الأطفال في تنمية إفريقيا.
وأعرب الأطفال البرلمانيون عن سعادتهم بالمشاركة، مؤكدين رغبتهم في إيصال صوتهم الإفريقي إلى صناع القرار، والدفاع عن مطالبهم، ومعالجة الإشكالات التي يواجهونها في حياتهم اليومية، إلى جانب تطوير مستواهم وقدراتهم في مجالات الترافع والحوار.
ويهدف المنتدى إلى تمكين الأطفال المشاركين من مناقشة قضايا متصلة باحتياجاتهم الأساسية، وصياغة توصيات عملية وواقعية، سيتم عرضها خلال الجلسة الختامية أمام المسؤولين وصناع القرار السياسي على المستوى القاري.
أشار مثقال إلى أن المرصد الوطني لحقوق الطفل في المغرب، منذ تأسيسه في ماي 1995 تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، جسد التزام المغرب الفعلي بالاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل، عبر حمايتها والارتقاء بها في كافة المجالات.
وأوضح مثقال أن المرصد لم يدخر جهدا في عصرنة آليات عمله وتوسيع مجالات تدخله، بالتنسيق مع الدولة والمجتمع المدني.
وأبرز أن هذه الرؤية الملكية المندمجة ساهمت في رفع مستوى تمدرس الأطفال إلى 98%، وتراجع مهم في تشغيل الأطفال، وتطوير آليات التبليغ والاستماع للأطفال ضحايا العنف، ومواكبة الأطفال وإدماجهم في استراتيجيات الحماية الاجتماعية والتنمية البشرية.
ورغم التقدم المحلي، شدد مثقال على أن حقوق الطفل تتجاوز البعد الوطني، إذ إن التزامات المغرب تجاه أطفال إفريقيا تفرض الانتباه للوضعية المقلقة التي يعيشها الأطفال في القارة، واصفا هذا التحدي بأنه الأكبر الذي يجب مواجهته جميعا.
وذكر أن عدد أطفال إفريقيا يقارب المليار، بينهم حوالي 950 مليون طفل دون 18 سنة، و100 مليون طفل بدون تمدرس، و40 مليون ضحايا للتغيرات المناخية، وحوالي 48 ألف طفل مستغلون في الحروب، وملايين محرومون من الولوج إلى الفضاء الرقمي.
لمواجهة هذا الواقع، أوضح مثقال أن المملكة المغربية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وضعت مقاربة مندمجة ومتضامنة ضمن التعاون جنوب-جنوب، تجعل النهوض بالرأسمال البشري محورا للتنمية المستدامة في القرن الإفريقي.
وأكد أن لدى جلالة الملك قناعة راسخة بمنح إفريقيا المكانة التي تستحقها وفسح المجال أمام استثمار أكبر في طاقاتها البشرية، وتحويل التحديات إلى فرص للنمو والازدهار.
وتنفيذا لهذه الرؤية، أكد أن الوكالة المغربية للتعاون الدولي تعمل، بتنسيق مع شركائها، على دعم جهود التنمية بالقارة، من خلال برامج التعاون في التنمية المستدامة، وتعبئة الخبرات المغربية في مختلف المجالات لفائدة عدد من الدول، والتعاون الوثيق مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، لتفعيل مبادرة إفريقية للنهوض بحقوق الطفل.
وختم مثقال كلمته بالتأكيد على أن مشاركة الأطفال في المنتدى تجعلهم فاعلين أساسيين في اتخاذ القرار داخل بلدانهم، وقادرين على أخذ المبادرة لبناء مستقبل مشرق للقارة الإفريقية.
مشاهدة المزيد ←









