في مبادرة إنسانية نوعية تعكس روح التضامن والعمل الميداني، احتضنت الجماعة القروية ستي فاطمة بإقليم الحوز يوم السبت قافلة طبية متعددة التخصصات استفاد منها أكثر من 1500 شخص من سكان القرى والمناطق الجبلية المجاورة.

وجاء تنظيم هذه القافلة بمبادرة من جمعية “HOPE” التابعة لجامعة محمد السادس لعلوم الصحة، وبتنسيق مع جمعية “ON PEUT” والجمعية الدولية للعجلات الداخلية – نادي كازا دوين.

وتهدف هذه الحملة الصحية إلى التخفيف من صعوبة الولوج إلى الخدمات الطبية في المناطق النائية، وتوفير متابعة وقائية وعلاجات مستعجلة في إطار مقاربة شمولية تجمع بين الفحص، والعلاج، والتوعية الصحية.

وقد وفّر الطاقم الطبي والتمريضي والصيدلي المشارك خدمات واسعة شملت طب النساء والتوليد، الأشعة، طب الأطفال، أمراض القلب والجهاز الهضمي، جراحة وطب المسالك البولية، أمراض الروماتيزم، طب الأسنان، التأهيل الوظيفي، العلاج الطبيعي، إضافة إلى تحاليل مخبرية وتوزيع أدوية بشكل مجاني.

كما أولت القافلة اهتمامًا خاصًا بصحة المرأة عبر تنظيم جلسات للفحص المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم، إلى جانب ورشات توعوية حول الوقاية والكشف المبكر.

واستفاد الرجال بدورهم من لقاءات موجهة حول الوقاية من سرطان البروستاتا، انسجامًا مع حملات “أكتوبر الوردي” و“نوفمبر الأزرق”.

وفي تصريح لها، أكدت كنزة بنور، رئيسة نادي “أمل”، أن هذه المبادرة تأتي لتعزيز دور المجتمع المدني في دعم الجهود الرسمية للنهوض بالصحة العمومية، مشيرة إلى أن التنظيم اعتمد مقاربة متكاملة تجمع بين العلاج والتثقيف الصحي والمتابعة.

من جهتها، أوضحت منية الوزاني، رئيسة نادي “إينر ويل”، أن القافلة شملت أيضًا جلسات خاصة بالنساء، من بينها تمارين اليوغا وتقنيات التنفس وتخفيف آلام الظهر، إضافة إلى دعم نفسي موازٍ. كما ركزت المبادرة على الكشف المبكر عن مشاكل البصر والسمع لدى الأطفال باعتبارها عوامل مؤثرة في التعثر الدراسي.

وقد جرت هذه العملية في ظروف جيدة بفضل مواكبة السلطات المحلية، وشهدت إقبالًا كبيرًا من الأسر التي رحبت بالمبادرة، معتبرة أنها ساعدت في الحصول على الفحوصات والعلاجات التي يصعب الولوج إليها في المناطق الجبلية البعيدة.