كواليس “أبطال الرمال”.. سامر جبر يختار مراكش لتصوير العصر الجاهلي

كواليس “أبطال الرمال”.. سامر جبر يختار مراكش لتصوير العصر الجاهلي

يجري حاليا بمدينة مراكش تصوير مسلسل “أبطال الرمال”، المشروع الدرامي التاريخي العربي الذي سيُعرض خلال شهر رمضان 2026، والذي يُرتقب أن يكون من بين أبرز الإنتاجات التي تستعيد فترة الجاهلية من زاوية بصرية جديدة.

يتكون المسلسل من 15 حلقة تتوزع على ثلاث خماسيات: الأولى حول الصعاليك وما ارتبط بهم من سرديات الجاهلية، والثانية عن الخنساء وشعرها وتاريخها، والثالثة تحكي سيرة زبيبة من زاوية جديدة تسلط الضوء على دور الأم في تكوين شخصية عنترة.

ويشارك في العمل توليفة من نجوم المغرب والعالم العربي، منهم غازي حسين، وسلوم حداد، ومنذر رياحنة، وفرح بسيسو، ونضال نجم، وخالد نجم، إضافة إلى أكثر من سبعين ممثلا مغربيا من بينهم محمد مفتاح، وياسين أحجام، وسعاد خيي ونجاة الوافي.

ويقول المخرج سامر جبر إن العودة إلى الأعمال التاريخية لم تعد خيارا جماليا فقط، بل ضرورة فنية وثقافية تعيد وصل الجمهور بتاريخهم العربي، مع إمكانية معالجة قصص قديمة بأساليب وتقنيات حديثة تتناسب مع تطور الدراما البصرية.

ويضيف جبر، في تصريح صحفي، أن قلة الإنتاجات التاريخية يرجع إلى أن هذا النوع من الأعمال يتطلب إنتاجات ضخمة، واستعدادا طويلا، من خلال البناء الدرامي والديكور والتصوير، إضافة إلى دقة في إعادة تشكيل البيئة التاريخية، مشيرا إلى أهمية اختيار مواقع مناسبة باعتبارها عنصر أساسي في نجاح المشروع.

ويؤكد جبر أن المغرب أثبت سابقا قدرته على احتضان إنتاجات عربية ودولية ضخمة، بفضل خبرة الطواقم الفنية والتقنية المحلية، وهو ما شجع فريق العمل على اختيار المدينة الحمراء لتنفيذ المشروع.

من جهتها، تقول الممثلة سيران رياك، التي تجسد شخصية زبيبة أم عنترة بن شداد، إن الدور تطلب منها بحثا معمقا في المصادر التاريخية لفهم طبيعة هذه المرأة الحبشية التي تحمل رمزا للقوة والجرح في آن واحد.

وتوضح أن تقديم شخصية مرتبطة بقضايا العبودية والهوية ومسار أشهر فرسان العرب ليس أمرا سهلا، ولذلك ركزت على دراسة الشخصية والانغماس في تفاصيل حياتها لتقديم أداء يليق بحمولتها التاريخية والإنسانية.

من جانبه، يؤكد مدير تلفزيون قطر علي بن صالح السادة أن اختيار المغرب لتصوير عمل تاريخي ضخم لم يكن قرارا عابرا، سواء في “سيوف العرب” أو “أبطال من الرمال”، مشددا على أهمية استعادة الدراما العربية عمقها التاريخي.

وقال بن صالح السادة، في تصريحه: “لم يكن من الممكن تنفيذ العمل في قطر أو دولة أخرى غير المغرب”، مشيرا إلى توفر الخصائص اللوجستيكية، والحرفية العالية للطواقم المغربية، والتحفيزات السينمائية التي تشجع على استقطاب الإنتاجات الكبرى، إلى جانب فضاءات تصوير طبيعية قادرة على محاكاة البيئات الصحراوية القديمة بدقة.

استغرق بناء موقع التصوير أزيد من خمسة أشهر، حيث تم بناء ديكورات ضخمة، تسمح بتصوير مشاهد حركة ومعارك ملحمية تحاكي الواقع التاريخي، واعتمادا على تقنيات تصوير حديثة تمزج بين المؤثرات البصرية والواقع، في محاولة لإعادة بناء بيئة الجاهلية بقدر كبير من الدقة والتفاصيل.

ويشرف على تنفيذ الإنتاج في المغرب المنتج محمد الكغاط، الذي يؤكد أن المغرب أصبح اليوم منصة فنية متكاملة تستقطب الإنتاجات الكبرى بفضل طواقمه وخبرته ومواقعه الفريدة، مشددا، في تصريحه، على أن هذا العمل من شأنه تقديم إضافة للدراما العربية من خلال رؤية بصرية وتاريخية تعيد إحياء الموروث العربي، وتعزز مكانة المغرب كوجهة أولى لإنتاج الأعمال الضخمة.

تدور أحداث “أبطال الرمال” في العصر الجاهلي، مع التركيز على الصراعات القبلية، والموروث الثقافي، والتحولات الفكرية والاجتماعية، إضافة إلى إبراز مكانة الشعر العربي واللغة العربية.

videossloader مشاهدة المزيد ←