
ثورة في الكشف عن سرطان الكلى.. ذكاء اصطناعي يختصر زمن التشخيص ويُعزز دقة الأطباء

حققت جامعة “تارتو” الإستونية سبقاً علمياً في مجال الطب الرقمي عبر تطوير نظام “BMVision”، وهو ابتكار يعتمد على الذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة تشخيص سرطان الكلى. ووفقاً لدراسة حديثة صدرت في مجلة “Communications Medicine”، فإن هذه التقنية تفتح آفاقاً جديدة في الكشف المبكر عن الأورام، حيث تم تصميمها خصيصاً لتحليل صور التصوير المقطعي المحوسب (CT) بدقة متناهية، مما يمنح أطباء الأشعة “عيناً ثالثة” قادرة على رصد الآفات الخبيثة والحميدة في مراحلها الأولية، حتى خلال الفحوصات الروتينية التي لا تستهدف الأورام بشكل مباشر.
وقد كشفت التجارب السريرية التي احتضنها مستشفى جامعة تارتو عن نتائج وصفت بالمبهرة، بعد مراجعة أكثر من 2400 قراءة لصور الأشعة من قبل فريق متخصص.
وأثبتت البيانات الميدانية أن الاعتماد على “BMVision” ساهم في تقليص الزمن الإجمالي لعملية المسح والقياس وإصدار التقارير الطبية بنسبة تصل إلى 33%، وهو ما يمثل اختصاراً زمنياً حيوياً في المسارات العلاجية.
هذا التسارع في الأداء لم يكن على حساب الجودة، بل رافقه تحسن ملموس في دقة قياس حجم الأورام وتحقيق توافق أكبر في الآراء التشخيصية بين الأطباء، مما يقلل بشكل كبير من احتمالات الخطأ البشري الناتج عن ضغط العمل أو التعب.
وفي سياق فلسفة هذا الابتكار، أكد الباحثون، وعلى رأسهم المؤسس المشارك دميترو فيشمان والدكتورة بيلفي إلفيس، أن الأداة لا تسعى بأي حال من الأحوال لإزاحة العنصر البشري، بل تعمل كدعامة تقنية لمواجهة النقص العالمي الحاد في خبراء الأشعة وتزايد الطلب على التشخيص الدقيق.
ومع حصول الأداة مؤخراً على علامة المطابقة الأوروبية (CE)، بدأت فعلياً مرحلة دمجها ضمن النظام السريري اليومي، مع طموحات مستقبلية لتعميمها لتشمل كافة فحوصات منطقة البطن، مما يضمن تحويل تقنيات الذكاء الاصطناعي من مجرد تجارب مخبرية واعدة إلى واقع طبي ملموس يسهم في إنقاذ أرواح المرضى وتجويد المنظومة الصحية العالمية.
مشاهدة المزيد ←









