رضوان الاندلسي – مراكش الآن

في غمرة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، استحضرت مدينة الصويرة إرثها التاريخي المشترك مع الأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال ندوة علمية وثقافية رفيعة المستوى، نُظمت بتعاون بين جمعية “الصويرة موكادور” ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، لتسليط الضوء على وحدة المصير والترابط البنيوي بين “موكادور” والصحراء المغربية.

وشهد اللقاء حضوراً وازناً لشخصيات دبلوماسية وثقافية، تقدمهم مستشار صاحب الجلالة والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، والمدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، جبران الركلاوي. وقد شكل هذا الحضور زخماً مؤسساتياً يعكس قيمة الندوة التي سعت إلى قراءة التاريخ برؤية استشرافية تعزز قيم الوحدة الوطنية تحت سقف الهوية المغربية الموحدة.

وانصبت مداخلات نخبة من المؤرخين والباحثين الجامعيين على إبراز الدور المحوري الذي لعبته الصويرة عبر العصور كمنفذ استراتيجي وقنطرة اقتصادية للتجارة العابرة للصحراء، حيث لم تكن العلاقة مجرد تبادل للسلع، بل امتدت لتشكل نسيجاً متيناً من الروابط الروحية والإنسانية بين الزوايا والقبائل، وهو ما وثقته الندوة عبر عرض وثائق تاريخية تؤكد تجذر السيادة المغربية وتلاحم مكونات المجتمع المغربي من طنجة إلى الكويرة.

ولم يقتصر الحدث على الشق الأكاديمي، بل تعزز بمعرض وثائقي يبرز التحولات التنموية الكبرى التي شهدتها الأقاليم الجنوبية في ظل النموذج التنموي الجديد الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس.

واختُتمت التظاهرة بلمسة فنية “موكادورية” بامتياز، حيث امتزجت أصالة الإيقاعات الحسانية بمرونة موسيقى “الجاز” في تناغم فريد، جسد بوضوح قدرة الثقافة المغربية على الانفتاح مع الحفاظ على عراقة الجذور.