اخبار جهة مراكش | الثلاثاء 3 فبراير 2015 - 15:10

سائقو سيارات الإسعاف بمراكش واختلاق الروايات الوهمية

  • Whatsapp

نقل الموتى

فؤاد بلمحجوب ـ مراكش الآن
غريب أمر مدينة مراكش، التي تحول فيها سائقو سيارات الأجرة والاسعاف إلى محترفي صياغة السيناريوهات المحبوكة، التي تخدم اجندتهم وأهدافهم حتى وإن وصل بهم الأمر إلى اختلاق حكايات خرافية غريبة.
توصلت “مراكش الآن”، مساء الاثنين 2 فبراير، بمكالمة هاتفية من أحد أصحاب سيارات الإسعاف المتخصصة في نقل الموتى يحكي بأسلوب سريالي عن محاولة شخص سرقة جثة أخيه من مستودع الأموات بالمستشفى الجامعي محمد السادس بحي بلبكار بمقاطعة جليز، وكيف تدخل سائقو سيارات الإسعاف “الاجلاء” وحاصروا الشخص المذكور وهو متلبس بالجرم المذكور، حتى أنه صدم شخصا آخرا.

ذلك أن المعني بالأمر قام بإخراج جثة رضيع خديج، بعدما حصل على موافقة إدارة مستشفى الأم والطفل بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، طبقا للمساطر القانونية المعمول بها، إلا ان احد سائقي سيارات الإسعاف اعترض سبيله ومنعه من المغادرة، محاولا إثارة الفوضى بعين المكان باحثا بذلك عن مؤازرة باقي زملائه، الذين تدخلوا على الفور ليحاصروا الشخص المذكور ومنعه من إخراج جثة أخيه من مستودع الأموات، إلا عن طريقهم، وأمام إصرار الشخص بناء على كونه حصل على التصريح بشكل قانوني، ارتمى احد سائقي سيارة الإسعاف امام سيارة الشخص المذكور، مدعيا انه اراد الفرار بجثة اخيه وحين منعه حاول دهسه بسيارته، وفعلا تم تصديق رواية سائق سيارة الإسعاف، ليتم نقله على وجه السرعة الى أحد مستعجلات مراكش، التي غادرها بعد دقائق معدودة مترجلا ما يؤكد زيف ادعائه.

إلا أن كل ما في الحكاية أن هؤلاء (أصحاب سيارات الإسعاف) تحولوا، في الآونة الأخيرة، إلى أكبر عدو لجميع الأسر المعوزة، التي قاد أحد أفرادها الموت بإحدى مستشفيات المدينة الحمراء أو نقل إلى مستودعها البلدي من أجل التشريح الطبي، حيث تتحول عملية نقل الجثث إلى حجيم، بعدما يتكالب هؤلاء مع بعض الموظفين إلى فرض خدماتهم بالقوة على الأسر الفقيرة بتكلفة خيالية، وهو ما يرفضه أغلب أسر الموتى، الذين يلجؤون إلى خدمات سيارات الإسعاف الجماعية وهي العملية التي تتحول إلى شد الحبل وتنتهي في الغالب من الأحيان بإحدى الدوائر الأمنية بمدينة مراكش، لكن إذا كانت تلك الأسرة محظوظة فمكالمة هاتفية من مسؤول جهوي في قيمة بيكرات والي الجهة قادرة أن تحل المشكل حتى في منتصف الليل.
وذلك، ما وقع لإحدى الأسر المنحدرة من إقليم ورزازات، التي ظلت تعاني لساعات طوال من “بلطجة” أحد سائقي سيارات الإسعاف حتى تدخل أحد المسؤولين الاقليمين بورزازات، الذي عاتب مسؤولي المدينة الحمراء على الحصار المفروض، منذ الصباح، على جثة بمستودع الأموات بمستشفى محمد السادس الجامعي، حيث إن أسرة الراحلة المكلومة والفقيرة وجدت نفسها مطالبة بأداء أزيد من 5000 درهم، ما دفعها إلى الاستعانة بسيارة الإسعاف التابعة لإحدى الجماعات القروية بورزازات، قبل أن تتحرك الهواتف ويتم تحرير جثة الهالك دقائق قبل منتصف الليل.
حكايات ضحايا سائقو سيارات الإسعاف وخصوصا المتخصصة في نقل الموتى كثيرة ومحزنة ومتنوعة لا يطول الوقت لسردها، وما يمكن أن نفهمه أن هؤلاء مستعدون إلى اختلاق الروايات من أجل تلميع قهرهم لأسر تعاني بين سندان فقدان حبيب ومطرقة الابتزاز بادائهم مبالغ مبالغ فيها.