اخبار جهة مراكش | الخميس 28 مايو 2015 - 02:48

المستعد بالله الخبير والباحث في قضايا التنمية يستعرض منهجية علمية للتوجهات الاستراتيجية لتحسين عيش الساكنة بشيشاوة

  • Whatsapp

توفيق عطيفي- شيشاوة (تصوير: أركمان)
قدم رحال المستعد بالله الخبير والباحث المهتم بقضايا التنمية، مداخلة تحت عنوان: نجاعة وفعالية الانشطة المذرة للدخل، أي تدبير للتنمية المحلية؟ هل هناك نموذج يحتدى به؟ وذلك في اللقاء الاقليمي الذي نظم يوم الثلاثاء 26ماي، بقاعة الاجتماعات بعمالة شيشاوة، بحضور عبد الغني الصبار عامل اقليم شيشاوة وعدد من رجال السلطة ورؤساء الجماعات والفعاليات الجمعوية باقليم شيشاوة، هذا واستعرض المستعد بالله في بداية مداخلته متطلبات التنمية المحلية وفي مقدمتها وضوح الرؤيا (التشخصيص، التحليل) توفر مشروع، توفر شبكة للقرار معبر عنها، التنظيم المحكم، توفر موارد العمل، محيط ملائم جمع المعطيات، قراءة واعادة قراءة المعطيات.
وشدد المستعد بالله، أن أي تدخل تنموي في أي مجال ترابي يقتضي بالضرورة تحديد الاختيارات الاستراتيجية نظرا لعامل الخصوصيات، والتي تتحدد بالنسبة لإقليم شيشاوة في الفلاحة، الصناعة التقليدية والصناعة الغذائية، وأضاف أنه من داخل هذه الاختيارات الاستراتيجية نحدد التوجهات الاستراتيجية المبنية على القيم كالحكامة والاستمرارية.
وارتباطا بالمشاريع المذرة للدخل، تساءل ذات المتحدث في اللقاء الذي حضره محمد الغالي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش وسالم لوديني رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة شيشاوة، لماذا اختيار الانشطة المذرة للدخل؟ وهل لها من وقع وما ديناميتها في المجالات المحتضنة للمشاريع؟ كأرضية لدراسة واقع المشاريع المذرة للدخل بإقليم شيشاوة، سواء على مستوى طريقة تدبير الهيئات أومميزات المستفيدين.
وكشف المستعد بالله، انه انطلاقا من اهتمامه بدراسة الأنشطة المذرة للدخل كمتتبع ومهتم، توصل الى أن لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نجاعة ومردودية على الساكنة في مجال التعليم والصحة، فضلا عن تحسن ظروف عيش المستفيدين، من خلال الأثر الايجابي على مستوى الخدمات الصحية وتحسين الولوج للتعليم لبعض العائلات الا انه بالرغم من هذا كله تبقى المردودية ضعيفة بالمقارنة مع التوقعات على حد تعبيره.
وفي سياق تفسيره لمردودية مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي لم تكن في مستوى الانتظارات بالنظر لتلك الافاق التي كان من المتوقع الوصول اليها، أوضح المستعد بالله أن ضعف الفعالية، الدعم التقني جد محدود، الطريقة السلبية لإنجاز بعض المشاريع كلها أسباب تنعكس سلبا على المردودية.
كما أكد أنه ومن منطلق وصوله لبعض نقط الضعف المستنتجة، حدد على ضوئها العمليات الأساسية لخلق واعادة دينامية المشاريع المذرة للدخل، بدء بتشخيص وتحليل وضعية ما قبل اعادة المشروع، اعتبار النشاط المذر للدخل الناجع، القيام بعملية التحسيس والولوج الى المعلومة والحث على الانخراط ، التأطير التقني لتحسين التدبير التقني لبعض المشاريع، التكوين العملي والميداني، التتبع والتقييم والمرافقة خلال جميع مراحل المشروع وأخيرا اتخاذ مقاربة السلسة كألية لبناء المشاريع.
وخلص رحال المستعد بالله الخبير والباحث في قضايا التنمية، الى أنه بالرغم من بعض نقط الضعف التي تشوم بعض الأنشطة المذرة للدخل، فإن اقليم شيشاوة يتوفر على مؤهلات كبيرة تتجلى في: منتوجات فلاحية في العالم القروي غير مثمنة (أركان، الزعتر، الشيح، الطرائد، الكامون، الزيتون، الصبار، اللخوم الحمراء، الحليب، العسل…)، منتوجات الصناعة التقليدية غير مثمنة، حيث يتوفر اقليم شيشاوة على ثراث تقني مهم وعريق( صناعة الزرابي والمجوهرات، الحدادة الفنية، صناعة القناديل، الفخار، الحرف المرتبكة بالبناء، النقش على الحجر والرخام، الصابون البلدي،…)، مؤهلات سياحية، اذ يزخر الاقليم بإمكانات ثمينة من مؤهلات طبيعية وتراث ثقافي عريق وفضاء ملائم لممارسة العديد من الانشطة المختلفة والمتنوعة( القنص، المشي، الهبوط بالمضلات…) الى جانب الامكانات الطبيعية من مرتفعات جبلية، الأنهار والوديان الغطاء النباتي والمناظر الطبيعية، جو هادئ ونقي، مجال غابوي مهم و ثروة مهمة من الحيوانات البرية، الامكانات البشرية، تنوع في دور السكنى، المأكولات المحلية المتنوعة، الثقافة والتقاليد، مواسيم المهرجانات والأسواق، الفنون الشعبية( احواش، تسكوين، حمادة…)، الامن والاستقرار ووجود شبكة طرقية مهمة، مؤهلات اعتبرها المستعد بالله ثروة ورأسمال حقيقي قادر في حال تثمينه أن يسهم بشكل فعال في الاقلاع التنموي لإقليم شيشاوة بالشكل الذي قد يجعل منه نموذجا تنمويا يحتذى به.