اخبار جهة مراكش | الإثنين 1 يونيو 2015 - 17:39

الشرقاوي المدير العام لقطاع الطيران المدني بوزارة النقل واللوجستيك ل”مراكش الآن: المغرب يتربع على ريادة قطاع الطيران المدني في محيطه الإقليمي

  • Whatsapp

عبد الرحيم عاشر – مراكش الآن
أكد خالد الشرقاوي المدير العام لقطاع الطيران المدني بوزارة النقل واللوجستيك، ان قطاع الطيران هو الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني لارتباطه بمجموعة من القطاعات وان المغرب يعتبر من الدول الرائدة في هدا المجال وقد حقق قفزة نوعية على المستوى الإقليمي أو العالمي. ومن جهة أخرى أشار أن الوزارة الوصية وخصوصا مديرية الطيران تساير تطور قطاع الطيران المدني عبر تحسين ترساناتها القانونية تماشيا مع توصيات المنظمة العالمية للطيران والوكالة الأوربية للسلامة الملاحية الجوية وضمن هذا السياق أجرينا معه الحوار التالي:
بصفة عامة ما هو تقييمكم لوضعية قطاع الطيران المدني بالمغرب ؟
يعتبر قطاع الطيران المدني احد اهم شرايين الاقتصاد الوطني وله ارتباط وثيق بمجموعة من القطاعات الاخرى وعلى راسها نقل المسافرين وشحن البضائع وصناعة وصيانة الطائرات كما انه يعتبر احد الوسائل التي نعتمد عليها في تطوير قطاع السياحة زيادة على الدور الذي يلعبه في ربط جهات المملكة ببعضها البعض وفي تقريب المسافات بين المغرب وجالياته التي تعيش في الخارج. وهو في نفس الوقت يعتبر من القطاعات التي توفر فرصا عديدة للشغل وفي عدة تخصصات اذ تمارس به مجموعة من المهن التي تتميز بجاذبية عالية خصوصا وسط الشباب ونذكر على سبيل المثال لا الحصر المراقبين الجويين وربابنة الطائرات واطقم المضيفين والمضيفات ومستخدمو المطارات وهؤلاء يشكلون الجانب الخدماتي اما في الجانب التقني و التدبيري فان التخصصات كثيرة جدا لا مجال لحصرها الان.
أشرتم في حديثكم الى مسالة تعدد المهن والتخصصات في قطاع الطيران المدني، هل توفر شعب التكوين الحالية بالمغرب الموارد البشرية الكفيلة بمسايرة تطور هذا القطاع؟
تعلمون جيدا ان قطاع الطيران المدني من القطاعات القلائل التي تتطور بسرعة كبيرة سواء على الصعيد التكنولوجي او على صعيد التشريعات والقوانين التي تنظمه وهو ما يضعنا امام تحد كبير فمن جهة على مؤسسات التكوين باستمرار ان تقوم بتحيين برامج ومعدات التكوين، ومن جهة اخرى على الوزارة الوصية وخصوصا مديرية الطيران المدني ان تساير هدا التطور عبر تحيين ترسانتها القانونية تماشيا مع توصيات المنظمة العالمية للطيران المدني والوكالة الاوربية للسلامة الملاحة الجوية. وفي هذا الصدد تجدر الاشارة الى ان المديرية تنتهج سياسة فعالة تروم الى مواكبة ومساعدة مؤسسات التكوين على النهوض بمستوى الجودة في التكوين وهي في نفس تفرض مراقبة صارمة ودقيقة على هذه المؤسسات للوقوف على مدى احترامها لمعايير الجودة المعمول بها عالميا. كما ان المديرية تسهر على تنظيم امتحانات الكفاءة المهنية للخريجين بطريقة شفافة وبمهنية عالية تجعل من المغرب نموذجا يحتذى به على الصعيد الاقليمي. وبالفعل فان المغرب يتوفر حاليا على عدد من مؤسسات التكوين تنتمي للقطاع العام والخاص توفر هذا النوع من التكوين وهي تعتبر المزود الرئيسي لمهنيي القطاع بالموارد البشرية التي يحتاجونها.
نجد بعض المؤاخذات التي تقول أن هناك مجموعة من نصوص قوانين مضى زمانها وأصبحت متجاوزة و لا تساير الركب العالمي للطيران ؟
أنا اختلف معك كليا في هذه النقطة يجب أن نعترف أن المغرب وكما قلت سالفا أصبح من رواد قطاع الطيران المدني في محيطه الإقليمي وهناك تواصل مستمر وسلس مع المنظمات العالمية العاملة في هذا القطاع وأي تعديل أو تحيين يتم أخذه بعين الاعتبار في القوانين الوطنية ونشرع في تطبيقه وتنفيذه في اقرب الآجال الممكنة علما ان هناك مراقبة مستمرة للمنظمات العالمية للتحقق من مدى تطبيق الدول للتشريعات والتعديلات التي تمت بلورتها.
هل لديكم تصور حول حاجيات المغرب من الموارد البشرية المتخصصة قي الطيران بمختلف الشعب؟
بالنظر إلى المكانة المهمة والمتميزة التي يحتلها المغرب في قطاع الطيران المد ني بحكم موقعه الجغرافي والاستراتيجي الذي يخوله ان يلعب ادوارا طلائعية على مستوى الإقليمي والعالمي كان من الضروري العمل على تكوين وتأهيل الموارد البشرية العاملة حتى تقوم بالدور المنوط بها وهنا تجدر الاشارة إلى إن المغرب يتوفر اليوم على سياسة تكوين قوية ومتنوعة في هذا المجال وأصبحنا ننافس بها عدة الدول ونحن على يقين بان هذه السياسة بإمكانها الاستجابة لحاجيات القطاع مت اليد العاملة وستمكننا من أن نتماشى مع الركب العالمي للطيران.
نعود بك إلى جانب اخر ونتساءل عن مصير مدرسة تكوين الربابنة التي تم اغلاقها وفي هذه الحالة هل سيقوم المغرب باستيراد الربابنة من الخارج ؟
أرجوك أن تسمعني جيدا فهذه نقطة تستوجب التوضيح : هو في الحقيقة ليس إغلاق بالمعنى الحقيقي للكلمة بل هو فقط تغيير في استراتيجية العمل. تصورنا في هذا المجال هو العمل على تطوير الشركات الوطنية ودعم الكفاءات المغربية ولا يجب ان ننسي ان المغرب قد راكم خبرة كبيرة في تكوين الربابنة بحيث ان الكل يشهد بكفاءة ومهنية ربابنة الخطوط الملكية المغربية. لذلك فلا بد من التذكير بان الحكومة الحالية لها تصور خاص في مجال تكوين الربابنة المغاربة والمهن المرتبطة بها اذ تعتزم انشاء مدرسة عليا من احدث طراز و لها اشعاع دولي تستجيب لحاجيات شركات الملاحة الجوية الوطنية كما يمكن ان تستقطب الطلبة من الدول الصديقة خاصة الافريقية والعربية من اجل تكوين ربابنة المستقبل.
نبقى في نفس القوس اذن من خلال ما قلتم انكم تمتلكون استراتيجية واضحة لتحديث القطاع؟
طبعا نعمل على تحديث القطاع ونحن بصدد وضع استراتيجية واضحة للتكوين تمتد على مدى العشرين السنة المقبلة في قطاع الطيران المدني وفي هذا الاطار سيكون هناك عمل مشترك بين وزارة التعليم العالي ووزارة التكوين المهني والفاعلين الاقتصاديين من اجل وضع خطة مشتركة لتطوير التكوين وتحديد التخصصات وتشجيع البحث في هذا الميدان وجلب الطلبة المتفوقين. وهنا يجب الوقوف على نقطة مهمة وهي انه علينا ان نقوم ببدل مجهود اكبر من اجل التعريف بهذه المهن وشعب التكوين وبالتالي مساعدة الطلبة وتمكينهم من اختيارات موفقة.
بمعنى اخر انتم مطالبون بتحيين القوانين وشعب التكوين؟
قلت لك هذا سالفا هناك عمل لتحيين جميع القوانين التي تخص قطاع الطيران المدني بما فيه شق التكوين حتي يستجيب للطلبة المهنيين بالقطاع.
هل يمكن القول اليوم أن المغرب أصبح أرضية انطلاق لصناعة الطيران؟
حاليا المغرب يشكل قطب صيانة وصناعة الطائرات وهناك اكثر من 100شركة مستقرة بالمغرب وخاصة في جهة الدار البضلء وطنجة وهده الشركات رائدة عالميا في تصنيع أجزاء الطائرات وموجهة للسوق الدولية والوطنية وهدا التواجد لهده الشركات يرتكز اساسا على وجود الموارد البشرية المؤهلة في القطاع