الفنية | السبت 8 أغسطس 2015 - 12:09

منع”مسرح المحكور”من عرض مسرحية عن معاناة المهاجرين الأفارقة

  • Whatsapp

قال فنانون ومثقفون مغاربة، إن مسرحية تتناول مشاكل ومعاناة المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء في المغرب منعت في عدد من المدن المغربية بسبب “موضوعها وبسبب طريقة العرض في الفضاء العام.”
وقال حسني المخلص منسق “مسرح المحكور” الذي يعتمد على تقنية العرض أمام الجمهور وبمشاركته في مسرح المنتدى لرويترز “المنع على ما اعتقد بسبب أن الموضوع يعري واقع المهاجرين من جنوب الصحراء في المغرب وكذلك طريقة العرض في الفضاء العام التي تفتح النقاش مع الجمهور على طريقة مسرح المنتدى.”
وأضاف منسق “مسرح المحكور”، أن “الإشكال هو أن ما يقال في التلفزة والإعلام العمومي يحاول تجميل الواقع وهذا ليس في صالح الأفارقة من جنوب الصحراء ولا في صالح المغاربة.”
وقال إن منع مسرحية “بحال بحال” جرى في ثلاث مدن مغربية هي الرباط وفاس وطنجة “بدون مبرر واضح مع العلم أنه لم يسبق للسلطات أن منعت أي عرض مسرحي لنا من قبل.” وامتنع مسؤولون عن الإدلاء بأي تصريحات عن أسباب المنع لرويترز.
ويقول المغرب أنه وضع خطة لسياسة هجرة ناجحة في العام 2013 لإدماج المهاجرين، خاصة من جنوب الصحراء، الذين يتوافدون على المغرب في انتظار فرصة سانحة للتسلل إلى أوروبا القريبة جغرافيا من شمال المغرب.
وقالت السلطات إنها حتى الآن دمجت 20 الف مهاجر أفريقي ومنحتهم بطاقات الإقامة، في حين لا يزال المئات منهم في عدد من المدن المغربية. كما قالت أن عملية مراقبة الحدود والإدماج تكلف المغرب نحو 250 مليون دولار سنويا.
وجاءت سياسة دمج المهاجرين الأفارقة بعد تزايد انتقادات حقوقيين لمعاناتهم في المغرب، حيث يعيشون في غابات متاخمة لجيبي سبتة ومليلية المحتلتين، في ظروف لا إنسانية. كما يعيش عدد آخر منهم في أحياء فقيرة في أوضاع مزرية ممتهنين التسول أو تجارة بسيطة.
ويتعرض المغرب لضغوط من دول الاتحاد الأوروبي لوقف زحف المهاجرين من جنوب الصحراء عبر أراضيه.
وقالت دنيا بن سليمان مديرة جمعية “جذور” الثقافية الشريكة في مسرحية “بحال بحال” إن السلطات في الرباط “رفضت حتى وضع ملف طلب ترخيص العرض، وفي فاس وطنجة منع العرض قبل 15 دقيقة من بدء عرض المسرحية بدون مبرر.”
وتساءلت دنيا “نريد فتح نقاش عمومي: هل موضوع الهجرة هو المشكل أو فتح الحوار مع الجمهور في الفضاء العام هو المشكل.” وقالت إن هدفهم كجمعية ثقافية مشاركة في المسرحية هو “تسليط الضوء على الواقع.”
ويشارك في المسرحية فنانون مغاربة وأفارقة من جنوب الصحراء ومن غانا والسنغال ومالي وساحل العاج والكاميرون.
وقالت دنيا إن المسرحية تتطرق إلى” المشاكل اليومية التي يعانيها المهاجرون في المغرب ولكن بطريقة فنية كوميدية” رافضة إعطاء مزيد من التفاصيل على أمل عرض المسرحية مستقبلا. وأضافت أنهم سيستمرون في جولتهم في الرباط والناظور وأكادير.