الذكاء الاصطناعي، رافعة استراتيجية لإعادة ابتكار أساليب العمل والارتقاء بالإنتاجية

الذكاء الاصطناعي، رافعة استراتيجية لإعادة ابتكار أساليب العمل والارتقاء بالإنتاجية

أكد مشاركون في اللقاءات الرقمية التي نظمتها بورتنيت، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، أن الذكاء الاصطناعي أضحى رافعة استراتيجية لإعادة ابتكار أساليب العمل والارتقاء بالإنتاجية.

وأوضح المتدخلون خلال هذه اللقاءات، التي عقدت على هامش انعقاد الدورة الـ 12 للمعرض الدولي للنقل واللوجستيك بإفريقيا والمتوسط (Logismed)، تحت شعار “سلسلة التوريد بالمغرب: صناعة في خدمة التنافسية والسيادة وتعزيز الاقتصاد”، أن الذكاء الاصطناعي يقدم حلولا مبتكرة لتبسيط المبادلات وتحسين العمليات اللوجستيكية وتعزيز إمكانية تتبع المسار، وتحسين عملية اتخاذ القرار على جميع المستويات.

وفي هذا السياق، أبرزت المؤسسة لـ DecisiveAI، غيثة مزور، الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي التنبؤي والتوليدي في تحسين وتطوير المهن.

وأكدت على أهمية أدوات التشغيل الآلي لسير العمل، خاصة ما يتعلق بإنهاء المهام الإدارية المتكررة، مشددة على الحاجة إلى رؤية استراتيجية حقيقية حول البيانات.

وبحسب مزور، ينبغي تخصيص ثلثي الاستثمار في مشروع الذكاء الاصطناعي للتكوين وإدارة التغيير، داعية إلى نهج مقاربة للتحول الرقمي، من خلال تتبع المؤشرات مثل توفير الوقت، وخفض معدلات الخطأ.

وقالت إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُمكّن اليوم من تطوير أول حالة استخدام خلال ساعات قليلة، مشيرة إلى أن المشاريع التي كانت تستغرق سنوات في السابق يمكن تنفيذها الآن في غضون بضعة أشهر، شريطة تخصيص الموارد وهيكلة العملية بشكل جيد.

من جهته، سلط رئيس الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، أنس الأنصاري، الضوء على التحولات العميقة التي تحدثها التكنولوجيا في قطاع النسيج، وخاصة في ما يتعلق بالتجارة الخارجية.

وأوضح أن الولوج البسيط والفوري للمعلومة، والذي كان في السابق العائق الرئيسي أمام المبادلات الدولية، أصبح اليوم رافعة استراتيجية تتيح التعرف بشكل آني على الاتفاقيات التجارية والرسوم الجمركية المطبقة والخطوات التي يجب اتباعها للتصدير.

وتناول الأنصاري هذه الديناميكية من خلال مثال جواز السفر الرقمي، وهو ابتكار يسمح بتتبع الألبسة من موقع تصنيعها إلى غاية إعادة تدويرها، وذلك بفضل الرقائق الذكية.

وأوضح أن هذا التتبع للمسار الكامل يمثل نقطة تحول في القدرة التنافسية للصناعة، التي أصبحت الآن قادرة على تلبية الطلبات المتزايدة للسوق العالمية.

وفي معرض إشارته إلى التغيرات داخل المقاولات، أشار إلى أن الأدوات الرقمية تحل تدريجيا محل الأساليب التقليدية، مبرزا مكاسب السيولة في تنظيم الإنتاجية والمبيعات والخدمات اللوجستيكية.

من جانبه، أشار طارق فكاك، الاستشاري في مكتب فورفيس مازارز المغرب (Forvis Mazars Maroc)، إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح الآن مكونا حاضرا في كل قطاعات الأنشطة، في عالم يتسم بتعقيد متزايد ووفرة مفرطة في المعلومات.

ووفقا لفكاك، فإن الذكاء الاصطناعي قادر على تقليص آجال التسليم بشكل كبير، وتحويل الأهداف طويلة المدى إلى نتائج ملموسة قصيرة الأجل، مع استبدال بعض الأنشطة والأدوات التقليدية تدريجيا.

كما سلط الضوء على الجاذبية الفورية لهذه التكنولوجيات، مؤكدا على بيئة العمل المتقدمة التي تتميز بها، والتي تجذب المستخدمين بسرعة.

لكنه حذر، بالمقابل، من أي انحرافات محتملة، مشيرا إلى ضرورة إبداء مزيد من اليقظة، وأكد أن “الذكاء الاصطناعي قد يكون مضللا إذا تم استخدامه بشكل خاطئ”، داعيا إلى إيلاء اهتمام خاص لقضايا السلامة والأخلاقيات.

وأكد، من جهة أخرى، على أهمية مواكبة الخبير في مشاريع دمج الذكاء الاصطناعي، مضيفا أن الخبرة الملائمة تعد ضرورية للاستفادة الكاملة من مزاياها.

وسلطت هذه الدورة من “لقاءات الرقمنة” المنظمة من طرف “بورتنيت” الضوء على الفرص الملموسة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في التجارة العابرة للحدود، والتحديات التي يتعين رفعها من أجل اعتمادها على نطاق واسع، فضلا عن المبادرات الهيكلية التي يجري تنفيذها على المستويين الوطني والدولي.

ومن خلال هذا الحدث، تجدد شركة بورتنيت (PORTNET) التأكيد على التزامها بدعم التحول الرقمي للتجارة الدولية، وتعزيز اعتماد تقنيات مبتكرة لخدمة منظومة أكثر ذكاء ومرونة واستدامة.

videossloader مشاهدة المزيد ←