بركة يقدم نتائج أولية لمبادرة “ميثاق الشباب” ويؤكد: الرهان اليوم هو استعادة ثقة المواطنين

بركة يقدم نتائج أولية لمبادرة “ميثاق الشباب” ويؤكد: الرهان اليوم هو استعادة ثقة المواطنين

ترأس نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، صباح اليوم السبت 4 أكتوبر 2025، بالمركز العام للحزب بالرباط، لقاءً تواصلياً خُصص لتقديم النتائج الأولية للاستشارة الوطنية حول التعاقد الاجتماعي مع الشباب، بحضور عدد من قيادات الحزب ومنظماته الموازية، ضمنهم عبد الحافظ أدمينو منسق برنامج “ميثاق الشباب”، وقيادات من منظمة الشبيبة الاستقلالية وجمعيات شبابية تابعة للحزب.

وخلال هذا اللقاء، أكد نزار بركة أن حزب الاستقلال يُدرك حجم الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المواطنون، وخصوصاً الشباب الذين يشعرون بانسداد الآفاق وضعف فرص المشاركة، مشيراً إلى أن إطلاق مبادرة “ميثاق الشباب” في يناير الماضي جاء استجابة لهذه التحديات. وأوضح أن الحزب يسعى من خلال هذه المبادرة إلى بناء علاقة جديدة مع الجيل الشاب تقوم على الإصغاء والمشاركة وصياغة حلول مشتركة.

وشدّد الأمين العام للحزب على أن الإشكال الذي تواجهه البلاد اليوم ليس اقتصادياً فقط، بل قيمياً بالأساس، داعياً إلى ترسيخ قيم الجدية والمسؤولية والاستحقاق وربط المسؤولية بالمحاسبة. كما عبّر عن استعداده لتقديم حصيلته ومساءلة أدائه كوزير للتجهيز والماء، مؤكداً أن العمل العمومي يجب أن يُبنى على الشفافية والوضوح.

وفي حديثه عن واقع الثقة، أوضح بركة أن نتائج الاستشارة كشفت أزمة ثقة عميقة في المؤسسات المنتخبة والأحزاب السياسية وحتى في النقابات والجمعيات، محذراً من الدعوات التي تستهدف إلغاء المؤسسات التمثيلية والعودة إلى “نقطة الصفر”، لما تشكله من خطر على المسار الديمقراطي الوطني.

كما حذر من الدعوات إلى حكومة تكنوقراطية، معتبراً أنها تمثل تهديداً لمبدأ الديمقراطية وربط المسؤولية بالمحاسبة، مبرزاً أن الكفاءات التقنية مهما بلغت خبرتها، لا يمكن أن تتحمل مسؤولية سياسية بدون مشروعية انتخابية.

وتوقف بركة عند الجهود الحكومية لتحسين الخدمات العمومية، مشيراً إلى مشاريع كبرى مثل مستشفى ابن سينا الجديد (11 مليار درهم)، وملعب الأمير مولاي عبد الله (أكثر من 5 ملايير درهم)، ومشروع الربط المائي بين الأحواض والسدود، إلى جانب ميزانية ضخمة تبلغ 110 ملايير درهم سنوياً لقطاعي التعليم والصحة، و100 مليار درهم لتحسين الدخل، منها 45 ملياراً للحوار الاجتماعي و27 ملياراً للدعم المباشر للأسر.

من جهته، استعرض عبد الحافظ أدمينو، منسق مبادرة “ميثاق الشباب”، نتائج الاستشارة الوطنية التي شملت آلاف الشباب في أكثر من 500 جماعة عبر المملكة، وأفرزت أكثر من 1000 ساعة من النقاش والاستماع للفئة العمرية ما بين 16 و30 سنة.

وأظهرت النتائج الأولية، حسب أدمينو، أن الشباب المغربي يميل إلى قيم محافظة معتدلة تركز على الدين والهوية الوطنية والمسؤولية والاستقلالية، فيما عبّر العديد منهم عن تشاؤم حذر تجاه المستقبل بسبب الصعوبات المعيشية، مقابل تفاؤل مشروط بتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وتوفير شروط العيش الكريم.

وأبرزت الدراسة أن ضعف الثقة في المؤسسات المنتخبة والأحزاب السياسية يظل من أبرز المعيقات، إلى جانب ارتفاع البطالة وتردي جودة التعليم والخدمات الصحية والنقل. كما كشف الشباب عن انتقادات حادة للنخب المنتخبة بسبب ضعف المحاسبة، واقترحوا حلولاً تراوحت بين الهجرة، والمساءلة، والاحتجاج السلمي، والانخراط في الفعل المدني عبر المنصات الرقمية.

وفي مداخلات الحاضرين من الشابات والشباب، تم التأكيد على أن الوعي السياسي لدى الشباب بحاجة إلى تأطير مسؤول، وعلى ضرورة أن تلعب الأحزاب دورها في احتواء الطاقات الشابة وتوجيهها نحو العمل المؤسساتي، بدل تركها عرضة لخطابات الإحباط والفوضى.

كما شدّد المتدخلون على أهمية تطوير أدوات تواصل الحزب مع الجيل الجديد، مبرزين الدور المتزايد للمنصات الرقمية مثل منصة “ديسكورد” التي أطلقها شباب الحزب قبل أشهر كفضاء للنقاش والتفاعل.

في ختام اللقاء، أكد نزار بركة أن حزب الاستقلال يواصل تجديد التزامه بالإنصات والتفاعل مع قضايا الشباب، معلناً عن إطلاق المجالس الإقليمية للشباب ابتداءً من الأسبوع المقبل، لتكون فضاءات للحوار المباشر واقتراح الحلول العملية.

واعتبر أن الشباب المغربي يمتلك إرادة قوية للتغيير والمبادرة، داعياً إياهم إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية والمشاركة في الحياة السياسية، لأن بناء مغرب المستقبل يمر عبر انخراط جيل “زد” في العمل الديمقراطي والمؤسساتي.

videossloader مشاهدة المزيد ←