د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للابحاث والدراسات حول الصحراء

في لحظة دبلوماسية حساسة، حيث اقتراب موعد تصويت مجلس الأمن الدولي لمبادرة الحكم الذاتي، وبعد استشعار مباشر من الإدارة الأمريكية بإمكانية إدراج البوليساريو ضمن قوائم الإرهاب، والتي تلح على ضرورة تسوية النزاع المفتعل، خاصة بعد تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط التي توحي بمساع لإنهاء الخلاف بين المغرب والجزائر، في إطار ضغوط متزايدة على الجزائر لدعم خطة سلام تتضمن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، سيما وأن الجزائر التي باتت تعاني من عزلة دولية، تعيش واقعا يغلي بالكثير من الهزات والارتدادات وهي في ذلك تواجه أزمة اقتصادية خانقة واحتقانا اجتماعيا متصاعدا، كما أن صنيعتها البوليساريو تعرف انقسامات وتشرذمات وهي على أبواب حرب أهلية ستتلظى بنارها الجزائر لامحالة.

أمام هذه الحالة المتردية، نجد أن النظام العسكري الجزائري الذي تستهويه لعبة خلط الأوراق، وتشتيت الانتباه، والذي كان يتحدث بلغة الرفض ( الشرعية الدولية) بدأت تستهويه لغة الحسابات الحربائية، حين دفع بكراكيز البوليساريو إلى تبني بيان أعلنوا فيه تقديم نص مقترح للأمين العام للأمم المتحدة، يدعون فيه أنهم مستعدون للتفاوض وتقاسم” فاتورة السلام”…! بهدف التوصل إلى حل عادل وسلمي ودائم بما يتوافق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بيد أنهم اشترطوا رفض الحلول المفروضة من جانب واحد، وهم في ذلك يستشعرون قرار مجلس الأمن الدولي في 30 أكتوبر القادم، وفي رسالتهم باتوا يهلوسون بعبارة” تقرير المصير”.

وماذا بعد؟

للتذكير ياكراغلة وأيتام البوليساريو، عليكم الرجوع إلى تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف،الذي أكد أن موسكو مستعدة للترحيب بمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لتسوية هذا النزاع ومباركته باعتباره أحد أشكال تقرير المصير…

وماذا برسالتكم فاعلون..!؟

يحكى أن بلادا كانت تدعى زورا “مكة الثوار” زحف عليها إعصار …ولم يتبق إلا الغبار….