
شيشاوة.. استنفار صحي استباقي لمواجهة “قساوة الشتاء” وتأمين سلامة الحوامل بالمناطق الجبلية

في مواجهة مباشرة مع التحديات المناخية التي يفرضها فصل الشتاء، أعلنت السلطات الإقليمية بشيشاوة عن تعبئة شاملة لمختلف مواردها البشرية واللوجستية، بهدف تحصين القطاع الصحي وضمان صموده أمام العواصف المطرية والثلجية، مع التركيز بشكل خاص على الجماعات الجبلية والنائية.
وعلى مستوى جماعة تمزكدوين، سارعت السلطات المحلية، فور صدور النشرات الإنذارية لمديرية الأرصاد الجوية، إلى تفعيل مخطط تدخل استباقي.
وشملت هذه العملية إحصاءً دقيقاً لكافة النساء الحوامل في الدواوير الوعرة، لضمان تتبعهن الطبي وتسهيل نقلهن إلى المراكز الصحية قبل انقطاع المسالك، وذلك لتفادي أي مضاعفات قد تنتج عن العزلة الجغرافية.
وتشرف فرق طبية تابعة للمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية على هذه العملية، بتنسيق وثيق مع السلطات المحلية، لتوفير بيئة آمنة للتكفل الطبي بالحالات المستعجلة.
ويشكل المركز الصحي “تمزكدوين” (المستوى الثاني) حجر الزاوية في هذه الخطة، بعدما خضع مؤخراً لعملية تأهيل شاملة.
ويضم المركز الآن قاعات للفحص، ووحدة متطورة للأم والطفل، وجهازاً للفحص بالصدى (Echographie)، إضافة إلى قاعة للولادة مجهزة لاستقبال حديثي الولادة، مما يرفع من جودة الخدمات المقدمة لساكنة المرتفعات.
وفي سياق متصل، تعزز العرض الصحي بافتتاح دار الأمومة بمركز إمنتانوت، وهي منشأة أنجزتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي قدره 4 ملايين درهم. وتهدف هذه الدار إلى استيعاب الحوامل من مختلف الجماعات المجاورة، وتوفير إيواء ومتابعة طبية قريبة تضمن سلامة الأم والجنين، خاصة في ذروة التقلبات الجوية.
وتأتي هذه التدابير الميدانية تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى العناية بساكنة المناطق المتضررة من موجات البرد. كما تعكس التزاماً مؤسساتياً بالحفاظ على أعلى مستويات اليقظة، لضمان استمرارية المرفق الصحي العمومي ووصوله إلى أبعد نقطة في إقليم شيشاوة، مهما كانت قساوة الظروف الطبيعية.
مشاهدة المزيد ←









