قبل أيام معدودة من قص شريط منافسات كأس أمم إفريقيا “المغرب 2025″، كشف الملعب الكبير لمراكش عن وجهه الجديد، بعد عملية تأهيل شاملة حولته إلى تحفة معمارية ورياضية تليق بسمعة المملكة ومكانتها القارية والدولية.

الأشغال التي رصد لها غلاف مالي ناهز 400 مليون درهم، لم تكتفِ بالترميم، بل أحدثت ثورة في مرافق الملعب وتجهيزاته لضمان تجربة استثنائية للاعبين والجماهير على حد سواء.

وفي تفاصيل هذا التحول، أكد مراد كراوي، المدير الجهوي لشركة “سونارجيس”، أن الملعب بات قادراً على استقبال نحو 41 ألف متفرج وإيصالهم إلى مقاعدهم في وقت قياسي لا يتجاوز 50 دقيقة، بفضل إحداث 19 بوابة خارجية مصممة بذكاء لتفادي الاكتظاظ.

كما شمل التحديث أنظمة المراقبة الإلكترونية، وتخصيص مسارات مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة وضيوف المملكة الكبار، مما يجعل الولوج للملعب عملية سلسة وآمنة تماماً.

الملعب لم يكتفِ بمقاعده المريحة وشاشاته العملاقة، بل انتقل إلى عصر “الملاعب الخضراء” عبر استبدال نظام الإضاءة بتقنية (LED) المتطورة، التي توفر 60% من الطاقة وتمنح إنارة مطابقة للمعايير الدولية.

ولأول مرة، سيستفيد الجميع من خدمة “الواي فاي” المجانية في كافة أرجاء الملعب.

أما اللاعبون، فقد خُصصت لهم مرافق “ملكية” تضم قاعات للتدليك والعلاج بالتبريد، إلى جانب أربعة مراكز تداريب حديثة، بينما تم تجهيز منصة الصحافة بـ 274 مقعداً وتزويدها بكافة الوسائل التقنية الحديثة.

وعلى مستوى المستطيل الأخضر، خضعت الأرضية لعملية تجديد جذرية، حيث استُبدلت طبقات التربة لتحسين أنظمة التصريف والتهوية، وزُرع العشب بمزيج من أصناف بريطانية فاخرة تماثل تلك المعتمدة في أرقى ملاعب العالم.

كما تم تعزيز الجانب الأمني بأكثر من 200 كاميرا مراقبة ذكية، لضمان سلامة الجماهير داخل وخارج المنشأة.

ولم تقتصر الأشغال على أسوار الملعب، بل امتدت لتشمل الإطار الحضري المجاور عبر إصلاح الطرق وإحداث مسارات خاصة بالدراجات والراجلين، مما يضمن تدفقاً مرورياً مرناً خلال أيام المباريات.

وبهذه الجاهزية التي بلغت 100%، يبعث الملعب الكبير لمراكش رسالة واضحة للعالم: “نحن مستعدون لاستقبال نخبة الكرة الإفريقية وصناعة التاريخ مجدداً”.