ضربة أمنية مغربية إسبانية مشتركة تنهي نشاط شبكة دولية لتهريب الحشيش نحو بلجيكا

ضربة أمنية مغربية إسبانية مشتركة تنهي نشاط شبكة دولية لتهريب الحشيش نحو بلجيكا

بصمت الأجهزة الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية على إنجاز ميداني جديد في سجل التعاون المشترك، بعد نجاحها في تقويض أركان شبكة إجرامية دولية عابرة للحدود، كانت تنشط في تهريب مخدر “الحشيش” عبر مسارات معقدة تمتد من شمال المملكة المغربية إلى قلب الأراضي البلجيكية، مروراً بمناطق استراتيجية في الجنوب الإسباني.

وتأتي هذه الضربة الأمنية التي حملت الاسم الرمزي “أنيساكيس”، لتؤكد فاعلية التنسيق الاستراتيجي بين المديرية العامة للأمن الوطني والحرس المدني الإسباني، مدعومين بمصالح الجمارك، في رصد وتعقب التنظيمات التي تعتمد هندسة تقنية متطورة لتضليل المراقبة الحدودية.

وقد انطلقت الأبحاث والتحريات في هذه القضية منذ مطلع شهر يناير 2025، حيث مكّنت عمليات التتبع الميداني والتقني من كشف “لوجستيك” ضخم تديره الشبكة من مدن ألميريا، وروكيتاس دي مار، وفيكار، وصولاً إلى مدينة مليلية المحتلة.

وأظهرت نتائج التحقيقات أسلوباً إجرامياً مبتكراً يعتمد على استغلال حافلات تابعة لشركات النقل الدولي للمسافرين، حيث كان يتم تجهيزها بمخابئ سرية فائقة الدقة مدمجة داخل أنظمة التبريد، وهي تقنية تم اختيارها بعناية لمحاولة تجاوز أجهزة الكشف بالأشعة، وضمان وصول الشحنات إلى الأسواق البلجيكية حيث تبلغ الأرباح غير المشروعة مستويات مضاعفة.

الحصيلة الميدانية لهذا التدخل المتزامن، الذي شمل ثماني مداهمات في مواقع مختلفة، أسفرت عن توقيف خمسة عناصر رئيسية من العقول المدبرة لهذا التنظيم، وصناعة محجوزات ثقيلة ضمت 140 كيلوغراماً من مخدر الحشيش عالي الجودة، و15 مركبة من بينها حافلتان دوليتان، فضلاً عن مبلغ نقدي ناهز 130 ألف يورو ومعدات اتصال مشفرة متطورة.

ولم تكتفِ العملية بشقها الجنائي الميداني، بل امتدت لتشمل “تجفيف المنابع المالية”، حيث باشرت السلطات المختصة إجراءات تجميد عشرات الحسابات البنكية وحجز ممتلكات عقارية وأصول تعود لأعضاء الشبكة، في خطوة تهدف إلى شل قدراتهم التمويلية ومنع أي محاولة لإعادة بناء هذا الكيان الإجرامي مستقبلاً.

مشاهدة المزيد ←
videossloader مشاهدة المزيد ←