اخبار جهة مراكش | الإثنين 16 نوفمبر 2015 - 15:18

تكريم فعاليات إعلامية بمراكش خلال ندوة “دورة الاعلام في تقييم السياسات العمومية” بمناسبة اليوم الوطني للإعلام

  • Whatsapp

مراكش الآن عن الاخبار
أكد طالع سعود الأطلسي، عضو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، أنه لم يكن ممكنا منذ العشرين سنة الماضية، الحديث عن سياسات عمومية وعن تقييم الإعلام لهذه السياسات، وإنما سياسة رسمية وإعلام رسمي يقوم بدور الدعاية لهذه السياسة، مقابل إعلام حزبي معارض لهذه السياسة، قبل أن يمهد الراحل الحسن الثاني لمرحلة جديدة من هذا الإعلام انطلاقا من المناظرة الوطنية مطلع التسعينات من القرن الماضي.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها “مركز التنمية لجهة مراكش تانسيفت” مع الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة وبدعم من المؤسسة الألمانية “فريديريك ناومان”، تحت عنوان “دور الإعلام في تقييم السياسات العمومية”، وهي الندوة التي نظمت على امتداد يومين نهاية الأسبوع الماضي، بمناسبة اليوم الوطني للإعلام وتخليدا لروح الراحل العربي المساري.
الأطلسي الذي كان واحدا من المساهمين والمشاركين في المناظرة الوطنية للإعلام، أكد أن بداية التحول في المشهد الإعلامي الرسمي، انطلق مع هذه المناظرة، والتي واكبتها تغيرات على مستوى الإعلام الرسمي، عندما انفتح الأخير على فعاليات سياسية معارضة ومنحها مساحات على مستوى التلفزيون والإذاعة:” وكنا حينها قد فهمنا أن الدولة ماضية في تغيير منظورها للإعلام الرسمي بشكل تدريجي” يضيف الأطلسي. وبحسب الأطلسي فقد شهد المغرب خلال هذه المرحلة تغيرات كبيرة، تزامنت مع الإشعاع الكبير لقوى المعارضة السياسية وأذرعها النقابة والثقافية، وهي التغييرات التي ستقود إلى حكومة التناوب التوافقي، وظهور صحافة غير حزبية في شكل مقاولات صحفية غيرت المشهد الإعلامي المغربي.
وبالرغم من أن الساحة الإعلامية اليوم تنوعت بشكل كبير وتضاعفت عناوينها، ودخول الصحافة العالم الرقمي، فمن الصعب الحديث عن دور الإعلام في تقييم السياسات العمومية، إذ نحتاج إلى زمن طويل من أجل إيجاد بنية تسمح بوجود سياسات عمومية حقيقية وبالتالي إعلام حقيقي يقوم بدور التقييم لهذه السياسات العمومية. من جهته اكد الدكتور أحمد الشهبوني، رئيس مركز التنمية بجهة مراكش تانسيفت، أن الأسباب الداعية إلى تنظيم هذه الندوة حول “دور الإعلام في تقييم السياسات العمومية” هو كون الأمم المتحدة جعلت من سنة 2015 سنة للتقييم، وقد انخرط المركز في هذه الدينامية عبر مشاركته في العديد من اللقاءات الوطنية والدولية المرتبطة بتقييم السياسات العمومية، كما أنجز تقارير ودراسات ميدانية حول تقييم السياسات العمومية، خاصة على مستوى عدد من الجماعات المحلية بجهة مراكش. من جهة أخرى، فقد تم تنظيم مائدة مستديرة حول تجربة الصحافيين بمراكش، من خلال تتبعهم للشأن المحلي بجهة مراكش، وكيف لعبت العديد من المنابر الإعلامية دورا حاسما في وصول عدد من ملفات الفساد المالي إلى القضاء. وخلصت المائدة المستديرة التي شارك فيها حوالي 30 إعلاميا وفاعلا جمعويا، إلى أن من بين المعيقات التي تحول دون قيام الصحافي بمهامه في تقييم السياسات العمومية، هو عدم تفعيل مبدأ الحق في الوصول إلى المعلومة، كما أن المؤسسات المعنية بتنفيذ السياسات العمومية لم ترق بعد إلى المستوى الذي يجعلها شفافة ومفتوحة في وجه الصحافي بشكل خاص والمواطن بشكل عام، حتى يمكن الحديث عن تقييم السياسات العمومية. وبالرغم من المعوقات التي تحول دون قيام الصحافي بدوره في تقييم السياسات العمومية، فإن المائدة المستديرة سجلت إيجابية العمل الذي يقوم به الصحافيون بجهة مراكش، والذين تمكنوا من الكشف عن مكامن الإختلالات في العديد من المؤسسات العمومية، وفي مقدمتها الجماعات المحلية، عبر تحقيقات وتقارير صحفية اضطرت معها النيابة العامة إلى التدخل وفتح أبحاث وتحريات في عدد من الملفات، كما أن هذه التحقيقات والتقارير الصحفية هي التي جعلت عددا من الجمعيات الحقوقية تعتمدها في تقديم شكايات إلى النيابة العامة المختصة، ما قاد إلى فتح العديد من الملفات القضائية، حيث تمت متابعة وإدانة عشرات المنتخبين أمام محكمة جرائم الأموال.
الاحتفال باليوم الوطني للإعلام شهد أيضا تكريم فعالات إعلامية بالمدنية الحمراء، وهي الفعاليات التي ساهمت من مواقع مختلفة في إثراء المشهد الإعلام الوطني والجهوي بمراكش، ويتعلق الأمر بالشاعرة مالكة العاصمي، التي تعد أول امرأة أصدرت جريدة وطنية من مدنية مراكش سنة 1974 تحت عنوان “الإختيار”، وهي الجريدة التي احتضنت الكتابات الأولى لأسماء ستتحول إلى أيقونات ثقافية وإعلامية نظير المرحوم “أحمد شكري”، و”محمد الأشعري” طالع سعود الأطلسي وغيرهم من الأسماء.
كما تم تكريم “عمر بلشهب” المدير السابق للإذاعة الجهوية بمراكش، وإذاعة فاس ووجدة، إضافة إلى زميلته “فاطمة أقروط” المديرة الحالية للإذاعة الجهوية لمراكش، ومحمد الجحيوي المدير الجهوي لجريدة “لوبينيون”.