دولية | الأربعاء 18 يناير 2023 - 14:23

انتقال كيليان مبابي لريال مدريد يدخل مرحلة جديدة

  • Whatsapp

نشرت صحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية اليوم تقريراً أكد من خلاله أن ملحمة انتقال كيليان مبابي إلى ريال مدريد دخلت مرحلة جديدة، معنونة بالقول: “لم ينسى ريال مدريد كيليان مبابي، وبالتأكيد لم ينسى مبابي ريال مدريد.”

ظاهرياً تبدو الأمور هادئة، لكن في الخفاء ريال مدريد لا يزال يحافظ على قنوات اتصاله بالنجم الفرنسي (24 عاماً) بشكل سري، ويتقدمون بحذر، لأنهم لا يريدون أن يكون هذا الموضوع في وسائل الإعلام. بعد ما حدث مع محاولاتهم الفاشلة للتعاقد مع النجم الفرنسي الصيف الماضي. وأبقى ريال مدريد قنوات اتصال أكثر سرية مع اللاعب وحاشيته، ومنذ كأس العالم 2022، كانت هناك حركة.

لتوضيح الصورة بشأن التواصل الحالي بين إدارة ريال مدريد وباريس سان جيرمان، عادت صحيفة “ذا أتلتيك”، إلى صيف 2022، وسردت القصة من بدايتها.

في 21 مايو، قبل أسبوع واحد من نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وليفربول في باريس، اتخذ كيليان مبابي ما وصفه المقربون منه بأنه أصعب قرار في مسيرته. وفي رسالة تركته “حزيناً”، وفقاً للمصادر نفسها، أوضح مبابي لرئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز أن انتقاله المنشود إلى العملاق الإسباني غير ممكن. لقد اختار التجديد مع باريس سان جيرمان.

تأثر قرار مبابي بالضغوط السياسية. وشارك مسؤولون رفيعو المستوى من قطر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في محادثات بشأن عقده الجديد. لعب المال أيضاً دوراً وهناك بعض الخلاف حول هذا الموضوع.

الأشخاص المقربون من المهاجم، وكذلك لاعب كرة القدم نفسه في الأماكن العامة، أكدوا وما زالوا يؤكدون أنه كان سيحقق المزيد في البرنابيو. يقولون إن ريال مدريد، في تنازل تاريخي وغير مسبوق، عرض على كيليان مبابي ملكية 100٪ من حقوق صورته، وهو ما لم يفعله باريس سان جيرمان. من جهته، قال ريال مدريد إنه لم يكن بإمكانه أن يضاهي عرض باريس سان جيرمان المالي.

في باريس، كانت هناك احتفالات، حيث وقف مبابي مرتدياً قميصاً يحمل الرقم 2025. لكن في الواقع، كان تمديد عقده حتى عام 2024 فقط، مع خيار التجديد لموسم إضافي واحد لا يمكن تفعيله إلى من جانب مبابي.

ثم حاول الفائز بكأس العالم 2018 مع فرنسا الحد من غضب وخيبة آمل جماهير ريال مدريد، برسالة على إنستغرام قال فيها: “سأكون أول مشجع لريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا”.

كانت العلاقة بين بيريز وفايزة العماري، والدة ووكيلة أعمال مبابي ، منقطعة عملياً. شعر بيريز بالخيانة، لأنه كان يعتقد أنه تم الاتفاق على الشروط الشخصية في عقد مبابي المستقبلي كلاعب مدريد. فيما من جانبها ألقت فايزة العماري باللوم على بيريز لتسريبه لوسائل الإعلام الإسبانية أن ريال مدريد حسم الصفقة.

لكن كان هناك أشخاص آخرون يشاركون في المفاوضات والذين حافظوا دائماً على استمرار قنوات التواصل. والهدف واضح: إذا قرر مبابي الرحيل عن باريس سان جيرمان، فسيكون ريال مدريد جاهزاً.

في الواقع، كانت هذه هي خطة النادي منذ قرار مبابي البقاء مع بطل فرنسا في مايو. وما حدث في يوليو عزز هذه الاستراتيجية.

بالكاد بعد شهر ونصف من تجديد مبابي، أعرب عن عدم ارتياحه للإدارة بشأن الاتجاه الذي يسير فيه باريس سان جيرمان، كما أكدت لـ “ذا أتلتيك” مصادر من جانب اللاعب والنادي الفرنسي، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحماية مناصبهم.

أراد مبابي أن يجمع باريس سان جيرمان فريقاً جيداً بما يكفي للتنافس بجدية على لقب دوري أبطال أوروبا. استجاب باريس سان جيرمان بتعيين المدير الرياضي لويس كامبوس، الذي عمل مع مبابي في موناكو ويوصف بأنه “والده الكروي”. بالإضافة إلى ذلك، جلب كامبوس كريستوف جالتييه، المدرب الذي يمكن لمبابي العمل معه بسهولة، والذي سيكون منفتحاً على الاقتراحات، سواء بشأن استراتيجية سوق الانتقالات أو قرارات كرة القدم.

وكان الهدف لاعب الوسط أوريلين تشواميني الذي فضل الانضمام إلى ريال مدريد. والمهاجم روبرت ليفاندوفسكي الذي انضم إلى برشلونة. وقلب الدفاع ميلان سكرينيار الذي استمر في إنتر ميلان.

بينما انتشرت الشائعات حول تجديد عقدي ليونيل ميسي ونيمار، لم تتحقق الصفقات وبدأت العلاقات تتوتر. وأثار التنافس بين نيمار ومبابي على وجه الخصوص الكثير من الخلافات.

على سبيل المثال، اشتكى مبابي على إنستغرام وتحدث إلى وسائل الإعلام حول وضعه كمهاجم صريح (يفضل دوراً أكثر إبداعاً على اليسار). كما قام ببعض الإيماءات على أرض الملعب بسبب عدم استلام الكرة. وصلت التوترات إلى درجة أنه عندما سئل نميار عن علاقته بمبابي في مباراة ودية ضد غانا في لوهافر في سبتمبر، رد نيمار “بفف” وغادر المنطقة المختلطة.

في أغسطس، تجادل الاثنان حول أي منهما يجب أن يكون مسدد ضربات الجزاء في باريس سان جيرمان، على الرغم من أن جالتييه اختار بالفعل مبابي. ثم، في منتصف أكتوبر، زعمت مصادر مقربة من مبابي أنه قرر الرحيل في فترة الانتقالات في يناير. وأوضحوا أيضاً أنه في يوليو، فتح أنتيرو هنريكي، الذي يعمل مستشاراً في باريس سان جيرمان، الباب أمامه للمغادرة ولكن ليس لريال مدريد. أي خروج يجب أن يكون إلى ليفربول، حيث يطلب رئيس باريس سان جيرمان ناصر الخليفي وهنريكي نفسه 400 مليون يورو (431 مليون دولار ، 352 مليون جنيه استرليني). رفض مبابي هذا الخيار.

يعرف كامبوس، الرابط الأقوى بين مبابي وباريس سان جيرمان، أن مبابي ليس مرتاحاً. لا يزال المهاجم يوجه كل جهوده لمواصلة الأداء على أرض الملعب، لكنه أخبر كامبوس أنه يشعر بالخيانة.

تقول بعض الأصوات داخل باريس سان جيرمان أنه منذ عودته من كأس العالم، حيث أبرز موهبته الرائعة بالفوز بالحذاء الذهبي وسجل ثلاثية مذهلة في خسارة فرنسا في النهائي أمام الأرجنتين بركلات الترجيح، أصبح مبابي متحمساً أكثر لتقديم أداء استثنائي مع الفريق، وساهم في ذلك خاصة أنه يلعب أكثر على الجناح الأيسر الآن وبدرجة أقل كمهاجم صريح.

رحيل مبابي في يناير لن يحدث. ولن يكون الأمر كذلك بالضرورة في الصيف المقبل، فقد أظهر باريس سان جيرمان في الماضي أنه من المستحيل أن يخرج أحد نجومه من الفريق دون رغبتهم مدام ملتزماً بعقد مع النادي.

لكن باريس سان جيرمان يدرك أن مبابي لم ينس بأي حال من الأحوال حلمه باللعب لريال مدريد، وكان هناك توترات في بعض الأحيان بين النادي واللاعب. يقول مصدر من باريس سان جيرمان، الذي تحدث إلى “ذا أتلتيك” شريطة عدم الكشف عن هويته لحماية مركزه: “النادي الوحيد الذي يمكنه إخراجه من هنا هو ريال مدريد. لا شيء مستحيل في كرة القدم، لكن يمكننا أن نطلب 400 مليون يورو (431 مليون دولار، 352 مليون جنيه إسترليني)، أو حتى لا نضع سعراً له”.

ريال مدريد، من جانبهم، لا يزالون متحفظين بشأن أي انتقال محتمل. ترتبط أسبابهم بالطبع بتجربة الصيف الماضي. يعتقد النادي الإسباني أن صفقة مبابي الحالية، والتأثير الذي يتمتع به في صنع القرار في باريس سان جيرمان، لا يمكن أن يحصل عليه في أي فريق آخر. ولكن إذا تغير الوضع، وإذا عاد مبابي إلى كونه لاعباً لا يطمح للتحكم في ناديه وفريقه، فإن ريال مدريد لديه خطة جاهزة لضمه ولديه المال الكافي لذلك.

لقد عملوا بجد لخفض التكاليف قدر الإمكان، وفي السنوات القليلة الماضية كانوا يحققون أرباحاً، وذلك باتباع سياسة خفض الأجور منذ جائحة كورونا، والدخل من نجاحهم في دوري أبطال أوروبا، وعملهم الذكي في سوق الانتقالات.

وفقًا لـموقع “ترانسفير ماركت”، حقق ريال مدريد أرباحاً من سوق الانتقالات بمقدار 12.15 مليون يورو في صيف عام 2022. وحققوا 47 مليون يورو على مدار موسم (2021-2022)، و104.2 مليون يورو خلال موسم (2020-2021). عليك العودة إلى موسم (2019-2020) للعثور على رصيد سلبي: 218.7 مليون يورو.

من الناحية المالية يبدو ريال مدريد جاهزاً لصفقة كيليان مبابي العالية التكاليف، لكن سوق الانتقالات متقلب للغاية ولا يمكن التنبؤ به، أو السيطرة عليه. لكن المؤكد أن كيليان مبابي لا يزال حلماً لريال مدريد والنادي سيفعل ما بوسعه لضمه في العامين القادمين.