وشكل هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليم اليوسفية، محمد سالم الصبتي، بحضور منتخبين محليين، وشركاء المبادرة، وممثلي منظمات المجتمع المدني، ورؤساء المصالح الخارجية، وشخصيات أخرى، مناسبة لتسليط الضوء على العوائد الإيجابية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي توجد حاليا في مرحلتها الثالثة، وتعكسها المشاريع التي تم إحداثها، والجهود المبذولة لتحسين مختلف مؤشرات التنمية البشرية بهذا الإقليم.
وتتجلى هذه العوائد بالأساس، في تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين صحة الأم والطفل، لاسيما لفائدة الفئات الهشة والشباب والمتمدرسين وباقي أفراد المجتمع من ساكنة هذا الإقليم الذي يغلب عليه الطابع القروي.
وقال الصبتي، رئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، في كلمة بالمناسبة، إن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية “تتأسس على هندسة جديدة تروم النهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، عبر التصدي المباشر، وبطريقة استباقية، للمعيقات الأساسية التي تواجه التنمية البشرية للفرد، طيلة مراحل نموه، مع الحفاظ على المكتسبات المحققة خلال المرحلتين الأولى والثانية وتحسينها وتحصينها”.
وأكد عامل الإقليم أن “حصيلة هذا الورش الملكي بالإقليم هي ثمرة الجهود الكبيرة والانخراط الفعال لكافة المتدخلين والشركاء، من قطاعات حكومية، وجماعات ترابية، ومجتمع مدني، وقطاع خاص”، مضيفا أن الأمر يتعلق بـ”تجربة مغربية أصيلة من المغاربة ومن أجل المغاربة”.
وبعدما نوه بـ”الانخراط الهام للساكنة ومشاركتها الفعالة في عمليات التشخيص الخاصة بالبرامج، وتسطير الأولويات مرورا بالمشاركة في الإنجاز والتمويل، وانتهاء بالمشاركة في التسيير والتدبير وتقييم الوقع”، أوضح أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعمل على إذكاء روح المواطنة الفاعلة والتضامن الاجتماعي، وترتكز على الكرامة والثقة في الحاضر والمستقبل، إضافة “إلى المشاركة الفعالة والشفافية والقرب والاستمرارية والتشاور مع الفاعلين والشراكة المتوازنة والتعاقد المسؤول، وأخيرا الحكامة الجيدة”.
وأفاد الصبتي بأن حصيلة برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم، خلال المرحلة الثالثة، وتحديدا برسم الفترة الممتدة من 2019 إلى 2022، أسفرت عن إنجاز 442 مشروعا، بغلاف مالي فاق 40ر126 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي فاق 50ر110 مليون درهم.
واعتبارا لكون تخليد الذكرى 18 للمبادرة يتزامن مع السنة الأخيرة من مرحلتها الثالثة، أهاب بضرورة تقييم النتائج المسجلة في إطار مقاربة تشاركية من طرف مختلف الشركاء للمقارنة بين الأهداف المسطرة والنتائج المسجلة، مشيرا إلى أن “الغاية من هذا الإجراء تتمثل في استخلاص مواطن القوة ونقاط الضعف، وذلك في أفق اعتماد التحسينات التي يتعين اتباعها في البرامج المستقبلية”.
كما دعا إلى تكثيف جهود اللجان المحلية للتنمية البشرية وجميع القطاعات الحكومية الشريكة في تفعيل ورش المبادرة، قصد تقوية أسلوب ونهج المقاربة الترابية “المرتكزة على التخطيط والتناغم والالتقائية بين مختلف البرامج والقرب”.
إثر ذلك، تابع الحضور عرضا مفصلا لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم اليوسفية، تمحور حول حصيلة المشاريع والمنجزات المحققة في إطار البرنامج الرابع من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد الإقليم، المتعلق ب”الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، حيث بلغت المشاريع 60 مشروعا بغلاف مالي قدره 76.36 مليون درهم، وفرته المبادرة برمته.
أما عدد المشاريع التي أشرت عليها اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، في إطار البرنامج الثالث الخاص ب”تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، فبلغ 331 مشروعا بكلفة إجمالية قدرت ب 31.62 مليون درهم، بلغت حصة المبادرة منها 15.28 مليون درهم.
وبشأن المشاريع المندرجة ضمن برنامج “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة”، فبلغت 47 مشروعا بغلاف مالي قدره 17.6 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بالمبلغ برمته.
وفي ما يتعلق ب”تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا”، بلغت المشاريع المخصصة 4 مشاريع، بغلاف مالي قدره 0.82 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بالمبلغ برمته أيضا.
إثر ذلك زار عامل الإقليم والوفد المرافق مركز التفتح للتربية والتكوين باليوسفية، وهو نتاج شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
ويتوخى هذا المركز، الذي عبأ مبلغا فاق 800 ألف درهم، حفز اليقظة والتفتح لدى التلاميذ وتشجيعهم على إبراز مواهبهم. وينطوي المركز على ورشات للمطالعة والإعلاميات والموسيقى والصوت والصورة والمسرح والفنون التشكيلية. ويستفيد من هذه البنية، التي يسهر على تأطيرها 12 منشطا، ما مجموعه 5805 مستفيدين.
وفي تصريح للصحافة، بالمناسبة، قالت رئيسة مصلحة الشؤون التربوية والتخطيط والخريطة المدرسية، بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة باليوسفية، بشرى أسليم، إن “مركز التفتح للتربية والتكوين يحظى بالدعم المتواصل للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية”، مضيفة أن “هذه البنية ترمي إلى تحقيق الهدف 2 من المشروع 10 المتعلق بالحياة المدرسية، في إطار تنزيل مشاريع القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والذي يروم حفز اليقظة والتفتح لدى التلميذات والتلاميذ وإبراز مواهبهم، من خلال مجموعة من الورشات يقترحها هذا المركز”.
وأشارت إلى أن “المركز يساعد التلميذات والتلاميذ على الإبداع والابتكار، والمضي في التحصيل”، مبرزة أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عملت على توفير التجهيزات الضرورية، حتى ينهض بمهامه على أكمل وجه.