
“التريبورتور” بمراكش.. وسيلة نقل بديلة تنمو في ظل أزمة النقل

رضوان الاندلسي (صحفي متدرب) – مراكش الآن
في خضم التحديات المستمرة التي تواجه قطاع النقل بمدينة مراكش، برزت الدراجة النارية ثلاثية العجلات، المعروفة بـ “التريبورتور”، كحل عملي وواقعي يلجأ إليه العديد من السكان، خاصة ذوي الدخل المحدود، للتغلب على صعوبات التنقل اليومي.
فبعد أن كانت هذه الدراجات في الأصل مخصصة لنقل البضائع والمواد المختلفة، شهدت تحولاً ملحوظاً لتصبح وسيلة لنقل الأشخاص، خاصة في الأحياء الشعبية والمناطق الهامشية التي تعاني من نقص في خدمات النقل العمومي المنظم.
ويمثل “التريبورتور” حلاً بديلاً بدأ يفرض نفسه على أرض الواقع لمواجهة العراقيل التي تعترض سبيل المواطنين في سعيهم للحصول على وسيلة نقل مناسبة. وقد أضحت هذه الدراجات توفر خدمة ضرورية لشريحة واسعة من السكان الذين يجدون صعوبة في العثور على سيارات الأجرة، لا سيما في الأحياء التي تشكو من ضعف التغطية.
وقد دفع الخلل الذي يعتري قطاع النقل في مراكش عدداً من الشباب الباحثين عن فرص عمل إلى إجراء تعديلات على دراجاتهم ثلاثية العجلات لتحويلها من وسيلة لنقل البضائع إلى وسيلة لنقل الركاب، بحثاً عن مصدر رزق في ظل محدودية الخيارات المتاحة.
وبفضل هذه التعديلات، تحول “التريبورتور” إلى ما يشبه وسيلة نقل جماعي مصغرة، توفر للعائلات ذات الدخل المحدود إمكانية التنقل بتكلفة أقل مقارنة بوسائل النقل الأخرى. كما أصبح مصدراً للدخل لفئة من الشباب، بمن فيهم أولئك الذين يعانون من البطالة أو الذين لم يتمكنوا من إيجاد فرص عمل رغم حصولهم على شهادات جامعية.
وعلى الرغم من أن القوانين المعمول بها تمنع نقل الركاب على متن هذه الدراجات إلا بموجب تراخيص خاصة، إلا أن الواقع يشير إلى أن العديد من أصحاب “التريبورتورات” في مراكش قد عمدوا إلى تحويلها لنقل الأشخاص، مما ساهم في انتشار هذه الظاهرة بشكل ملحوظ.
إلا أن هذا النمو المتزايد في استخدام “التريبورتور” لنقل الركاب يطرح تحديات تتعلق بالسلامة الطرقية وتنظيم حركة السير، خاصة في ظل غياب إطار قانوني واضح ينظم هذا النوع من النقل، مما يزيد من مخاطر الحوادث ويعيق انسيابية المرور في شوارع المدينة.
