وحيد الكبوري – مراكش الان

في تطور لافت لقضية التلميذة سلمى التي تعرضت لتشوه على مستوى الوجه، أعلن عدد من أطباء التجميل بمدينة مراكش عن تضامنهم الكامل واستعدادهم لتقديم الدعم اللازم للشابة من أجل إعادة التأهيل الطبي والتجميلي الذي تحتاجه.

هذا التحرك الإنساني جاء مباشرة بعد انتشار فيديو مؤثر لسلمى عبر موقع “مراكش الآن”، حيث روت فيه تفاصيل الاعتداء الذي تعرضت له والمعاناة التي تلت ذلك.

وقد عبر العديد من أطباء التجميل، عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن صدمتهم وتعاطفهم مع سلمى، مؤكدين استعدادهم التام لتقديم خبراتهم ومواردهم لمساعدتها على تجاوز هذه المحنة واستعادة ملامح وجهها وثقتها بنفسها.

وفي حوار خاص ومؤثر مع “مراكش الآن”، لم تتمالك سلمى دموعها وهي تستعيد تفاصيل الواقعة الأليمة وما تلاها من أيام مليئة بالوجع والمعاناة النفسية.

وأكدت بصوت يعكس مدى الألم الذي تعانيه أن الفتاة التي اعتدت عليها لم تبد أي شعور بالندم على فعلتها الشنيعة، بل استمرت في استفزازها والتشهير بها عبر نشر مقاطع فيديو للواقعة، مما أدى إلى تفاقم حالتها النفسية التي لا تزال تعاني من تبعاتها بشدة.

وبكلمات تقطر حسرة وأسى، أوضحت سلمى أن التشوه الذي خلفه الاعتداء على مستوى وجهها قد أثر بشكل كبير على مستقبلها وحطم العديد من الأحلام التي كانت تراودها كأي فتاة في سنها.

لقد أصبحت، كما تقول، أسيرة نظرات الشفقة أو الاستغراب التي تلاحقها في كل مكان تذهب إليه، وفقدت جزءًا كبيرًا من ثقتها بنفسها وبقدرتها على الاندماج في المجتمع بشكل طبيعي وسلس.

وفي نهاية حديثها المكلوم، وجهت سلمى نداءً مؤثرًا إلى أطباء التجميل وإلى كل أصحاب القلوب الرحيمة، متوسلة إليهم التدخل وتقديم يد العون والمساعدة من أجل استعادة ملامح وجهها التي تغيرت بسبب هذا الاعتداء، عسى أن تتمكن بذلك من استعادة جزء من حياتها التي سُلبت منها ظلمًا وعدوانًا، وأن تعود البسمة إلى شفتيها بعد فترة طويلة من العناء والمرارة.

لقد باتت سلمى ترى في التدخل الجراحي التجميلي بارقة أمل وحيدة تلوح في الأفق لإنقاذ ما تبقى من أحلامها وتحقيق بصيص من السعادة التي حرمت منها ظلماً.

وتأتي مبادرة أطباء التجميل في مراكش لتعيد الأمل إلى قلب هذه الشابة وتعكس قيم التضامن الإنساني النبيلة في مواجهة الظلم والمعاناة.

ومن المنتظر أن يتم التنسيق بين الأطباء والجهات المعنية لتقديم الدعم الطبي والنفسي اللازم لسلمى في أقرب وقت.