
1.2 مليار متر مكعب يتم نقلها سنويا بالمملكة عبر 17 محطة لتحويل المياه

يواصل المغرب خطواته نحو تعزيز الأمن المائي، من خلال تنفيذ مشاريع لتحويل المياه بين الأحواض المائية. ويهدف ذلك إلى نقل كميات كبيرة من المياه من المناطق التي تعرف فائضًا، خاصة في الشمال، إلى المناطق التي تعاني من الخصاص، مثل وسط وجنوب البلاد.
حتى الآن، هناك 17 محطة تحويل مياه في طور الاستغلال على المستوى الوطني. وتسمح هذه البنية التحتية بنقل ما يصل إلى 1.2 مليار متر مكعب من المياه سنويًا، وهو رقم كبير يعكس أهمية تطوير البنية التحتية لمواجهة التحديات المائية التي تعرفها بعض الأحواض.
وترتكز أبرز المشاريع قيد الإنجاز على محورين رئيسيين: الأول يربط بين حوض سبو وحوض أبي رقراق، حيث يُنتظر أن يصل معدل تدفق المياه إلى 45 مترًا مكعبًا في الثانية، أي حوالي 800 مليون متر مكعب في السنة. أما المحور الثاني، فيربط بين سد سيدي محمد بن عبد الله في أبي رقراق وسد المسيرة في أم الربيع، مع معدل تدفق مرتقب يبلغ 30 مترًا مكعبًا في الثانية.
وقد دخل الشطر الأول من المشروع مرحلة التشغيل الفعلي، مما سمح بنقل حوالي 450 مليون متر مكعب سنويًا من مياه سبو نحو أبي رقراق. ويعتمد هذا الجزء من المشروع على أنابيب فولاذية ضخمة بطول 67 كيلومترًا وقطر يبلغ 3.2 أمتار، بالإضافة إلى محطتَيْ ضخّ.
يمثل هذا المشروع جزءًا من استراتيجية وطنية متكاملة لإدارة الموارد المائية. وتعتمد هذه الاستراتيجية على عدة مكونات أساسية، منها تخزين المياه عبر السدود، ونقلها بين الأحواض، والاستغلال المعقلن للمياه الجوفية، وتحلية مياه البحر، وإعادة استخدام المياه العادمة بعد معالجتها.
من جهة، ستساهم مشاريع الربط المائي في تأمين مياه الشرب لعدد من المدن الكبرى التي تعرف كثافة سكانية مرتفعة، مثل الرباط والدار البيضاء ومراكش. ومن جهة أخرى، سيساعد في تحسين ظروف الري في المناطق الفلاحية المهمة مثل دكالة وبني عامر وبني موسى، وبالتالي تحقيق التضامن المائي ببلادنا.
كما ستلعب المشاريع دورا مهما في الحفاظ على المياه الجوفية، التي تعرف استغلالًا مفرطًا في بعض المناطق مثل برشيد، وذلك من خلال تخفيف الضغط عليها بفضل تحويل المياه السطحية من الأحواض التي تعرف فائضاً. وبذلك، يؤكد المغرب التزامه بإيجاد حلول عملية ومستدامة للتحديات المائية، من خلال تعزيز البنية التحتية وضمان توزيع أفضل للموارد بين مختلف الجهات.
