
توقيف أشغال هدم بمحيط جامع الفنا بمراكش بسبب الإخلال بشروط السلامة

أوقفت السلطات المحلية، الثلاثاء أعمال هدم البناية السابقة للبنك المغربي للتجارة الخارجية الواقعة بمدخل ساحة جامع الفنا، قبالة عرصة البيلك.
جاء هذا القرار الحاسم استجابة لشكايات متعددة تقدم بها تجار ممر البرانس وأرباب المقاهي والمطاعم المجاورة، الذين تضرروا من انبعاث الغبار ومخلفات الهدم وغياب تدابير السلامة الضرورية في مثل هذه الأوراش.
وقد خلفت الأشغال الجارية استياءً عارمًا لدى المهنيين والمارة على حد سواء، خاصة في ظل عدم استعمال الستائر الواقية، ما تسبب في تطاير الأتربة وتعريض سلامة المواطنين للخطر، إلى جانب التأثير السلبي على الحركة التجارية والسياحية في واحدة من أهم معالم المدينة العالمية.
تفاعلت السلطات المحلية بشكل فوري مع الشكايات، حيث حل خليفة قائد الملحقة الإدارية جامع الفنا مرفقًا برئيس الدائرة الأمنية الخامسة بعين المكان.
وتم إصدار أوامر فورية بوقف أشغال الهدم ونقل الأتربة المتراكمة، مشترطةً استئناف العمل بعد احترام جميع شروط ومعايير السلامة المهنية المفروضة.
تجدر الإشارة إلى أن عملية الهدم قد انطلقت الأسبوع الماضي بعد دراسات تقنية أنجزتها مكاتب خبرة مختصة.
هذه الدراسات كشفت عن تعرض البناية التاريخية لأضرار بنيوية جسيمة نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز في شتنبر 2023، مما جعل عملية التدخل أمراً ملحًا لحماية الأرواح والممتلكات.
يأتي هذا التوقيف في سياق تشهد فيه ساحة جامع الفنا أوراشًا كبرى ضمن المشروع الملكي “مراكش، حاضرة متجددة”، الذي يهدف إلى تأهيل وتثمين هذا الموقع المصنف تراثًا شفويًا لا ماديًا عالميًا من قبل منظمة اليونسكو.
وقد رُصدت للساحة ميزانية ضخمة لإعادة تهيئة أرضيتها وتنظيم فضاءاتها، بما يشمل إعادة انتشار جلسات المأكولات وبائعي العصائر وعربات الكوتشي بطريقة تحفظ هويتها وتضمن جمالية المشهد الحضري.
وتنقسم الأشغال في الساحة إلى ثلاثة أشطر، تُنجز على مدار الساعة، ليلاً ونهارًا، حفاظًا على حركية الساحة واستمرارية أنشطتها التقليدية، على أن تنتهي هذه الأشغال مع نهاية السنة الجارية.
