الدكتور بنطلحة يكتب: دعوة لتصنيف البوليساريو جماعة إرهابية

الدكتور بنطلحة يكتب: دعوة لتصنيف البوليساريو جماعة إرهابية

د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للابحاث والدراسات حول الصحراء

بناء على تقارير استخباراتية وأمنية، تؤكد وجود علاقة قوية بين جبهة البوليساريو الانفصالية وبين الجماعات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء، نتج عنها تحالف مشبوه بات يؤثر على الأمن والسلم الدوليين، سيما وأن الأنشطة التخريبية للبوليساريو كانت دائما بتنسيق مع المخابرات الجزائرية، من أجل استخدامها ورقة ضغط في أجندة النظام العسكري الجزائري في منطقة الساحل والصحراء، على غرار الدور القذر الذي سبق أن قام به المتطرف «أبي الوليد الصحراوي»، لذا وجب اتخاذ موقف حازم حيال هذا الموضوع، وبالتالي وضع البوليساريو ضمن قوائم الإرهاب.

وفي هذا الإطار، قدم النائب الجمهوري جو ويلسون، إلى جانب النائب الديمقراطي جيمي بانيتا، مشروع قانون يهدف إلى تصنيف البوليساريو تنظيما إرهابيا أجنبيا.

وفي هذا الصدد، حري بنا أن نؤكد على تقرير صدر عن مركز «هدسون» الأمريكي للأبحاث تطرق فيه إلى التحولات العميقة التي تشهدها ميليشيا البوليساريو، معتبرا أنها تجاوزت طابعها الانفصالي التقليدي لتصبح فاعلا يتقاطع مع أجندات قوى إقليمية ودولية معادية للاستقرار، ويرى أنه يجب على الولايات المتحدة اتخاذ خطوة جديدة وتسمية البوليساريو منظمة إرهابية، واعتبر ذلك بمثابة خطوة قانونية واستراتيجية، ما من شأنه أن يساعد في تفكيك شبكات التهريب والأسلحة التابعة لهذه الميليشيا، وأن يساهم في الاستقرار الإقليمي من خلال تمكين جهود مكافحة الإرهاب المغربية، وتعزيز اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2020 بمغربية الصحراء.

لقد سبق أن كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، في تقرير نشرته مؤخرا، عن معطيات تتعلق بتورط أفراد من البوليساريو في أنشطة مسلحة بدعم من إيران وسوريا، استنادا إلى مصادر أمنية إقليمية وأوربية، وقد أتى هذا التقرير في سياق تزايد الدعوات داخل الكونغرس الأمريكي بقيادة شخصيات مثل النائب جو ويلسن، إلى تصنيف البوليساريو ضمن قوائم الإرهاب نتيجة تراكم أدلة على أفعال إرهابية واضحة، مثل استهداف المدنيين وتهديد الأمن الإقليمي وتجارة المخدرات والأسلحة والهجرة غير الشرعية.‎

إن إعلان النائب الجمهوري جون ويلسون تقديم مشروع قانون يصنف بموجبه «جماعة البوليساريو» الإرهابية منظمة إرهابية، يأتي بعد اتهامه لانفصاليي البوليساريو بلعب دور مشبوه في خدمة مصالح قوى مناوئة للولايات المتحدة الأمريكية على رأسها إيران وروسيا.

ويرى معهد «هدسون» أن جبهة البوليساريو تتجاوز معايير تصنيف المنظمات الإرهابية، مبينا المعايير التي تنتهكها البوليساريو على النحو التالي:

– انتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار المدعومة من الأمم المتحدة عام 1991.‎

– تحويل المساعدات الإنسانية لتمويل بنيتها التحتية العسكرية.‎

– التعاون مع منظمات مثل حزب الله وحزب العمال الكردستاني.

– تلقي طائرات مسيرة من الحرس الثوري الإيراني.

– تهريب الأسلحة إلى الجماعات المتطرفة التي تهدد القوات الأمريكية في منطقة الساحل.‎

ويرى المركز أن تجاهل هذه التحولات الخطِرة قد يؤدي إلى اتساع رقعة عدم الاستقرار في منطقة تعد اليوم محورية في التوازنات الجيوسياسية العالمية.‎

وفي سياق متصل، يلفت التقرير إلى الدور الذي تلعبه الجزائر من خلال توفير دعم مادي وعسكري مباشر للبوليساريو فضلا عن تسهيل عمليات التدريب ونقل السلاح عبر أراضيها، حيث أن مخيمات تندوف باتت تشكل بيئة خصبة لاحتضان شبكات التهريب والتطرف، ما يضع علامات استفهام حول الصيغ القانونية والإنسانية التي يفترض أن تحكم وضع اللاجئين في تلك المنطقة. أما على الصعيد الدولي، فإن الدعم السياسي الذي توفره جنوب إفريقيا للبوليساريو، يعد عاملا معرقلا للجهود الأممية الرامية إلى إيجاد حل واقعي وتوافقي للنزاع، مما يمنح البوليساريو غطاء دبلوماسيا تستغله لتوسيع تحركاتها في المحافل الدولية.‎

وحاليا في خطوة تصعيدية خطِرة، هددت البوليساريو بتنفيذ هجمات إرهابية ليس فقط ضد المغرب وأقاليمه الجنوبية، بل أيضا ضد الشركات الأجنبية التي تعمل أو تسعى إلى التواجد في المنطقة.‎

لقد دعى مرتزقة البوليساريو علنا من خلال المدعو «مصطفى علي البشير» إلى تنفيذ هجمات إرهابية بالصحراء المغربية. ‎هكذا نجد أن تصنيف البوليساريو حركة إرهابية يأتي انسجاما مع تاريخها الإرهابي المدعوم من طرف النظام العسكري الجزائري.

لقد عات إرهابيو البوليساريو فسادا في أقاليمنا الجنوبية، حين قام زبانية هذا التنظيم الإرهابي بذبح وإعدام العديد من الساكنة الذين رفضوا الترحيل قسرا إلى محتجزات تندوف، ناهيك عن اختطاف مدنيين من أقا وطاطا وفم لحسن ومحاميد الغزلان وباقي مناطق الصحراء المغربية.

شهادات المختطفين وذويهم تروي المآسي التي تعرضوا لها من مليشيا البوليساريو وحاضنهم النظام العسكري الجزائري، محورا الشر في المنطقة ودول الساحل، وبالتالي لا خلاص في المنطقة إلا بدفع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوقف هذا السرطان المنتشر.

videossloader مشاهدة المزيد ←