سابقة علمية بكلية اللغة العربية بمراكش.. ثلاث باحثات يُحيين تراث ابن العربي النحوي المفقود

سابقة علمية بكلية اللغة العربية بمراكش.. ثلاث باحثات يُحيين تراث ابن العربي النحوي المفقود

في إنجاز أكاديمي نوعي يُعد سابقة معرفية بكلية اللغة العربية بجامعة القاضي عياض، نجحت ثلاث طالبات باحثات، وهن مريم نباز، أمينة فرت، وصفية فرت، في إنجاز عمل بحثي ضخم تمثل في جمع وتصنيف موارد الدرس النحوي في تراث الإمام أبي بكر ابن العربي.

هذا العمل جاء في إطار البحث المؤطر لنيل شهادة الماستر في الدراسات اللغوية، تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد الفرجي.

استمر إنجاز هذا المشروع البحثي ما يزيد عن سنة ونصف من العمل الدقيق والمثابرة العلمية، سعياً لإحياء تراث الإمام ابن العربي النحوي، خاصة وأن مصنفه النحوي الوحيد قد فُقد ولم تستفد منه المكتبة العربية على مر العصور.

تضمن المشروع تتبعاً شاملاً للمسائل النحوية الواردة في اثنين وعشرين كتاباً مطبوعاً لابن العربي، توزعت على أكثر من خمسين مجلداً.

وبجهد بحثي استثنائي، تمكنت الطالبات من استخلاص ما يفوق 690 مورداً نحوياً، جُمعت وصُنّفت بدقة وفق محاور نحوية محددة.

شملت هذه المحاور: المرفوعات، المنصوبات، التوابع، الأفعال والشرط، وحروف المعاني، بالإضافة إلى المقدمات النظرية المتعلقة بالرؤية النحوية في تلك المصنفات.

يُشكل هذا الجهد مساهمة نوعية في خدمة التراث النحوي العربي، إذ أبرز وجوه عناية الإمام ابن العربي باللغة العربية ضمن مشروعه العلمي الشامل. كما عكس العمل تكامل علومه وارتباطها الوثيق بأصول اللغة، مما يفتح آفاقاً جديدة للبحث في التداخل بين العلوم الإسلامية واللغوية.

من المنتظر أن يرى هذا العمل العلمي النور قريباً في كتاب مطبوع يحمل عنوان “موارد الدرس النحوي في تراث ابن العربي المطبوع: تكشيف وتصنيف”. وسيصدر الكتاب عن دار زرياب للنشر والتوزيع، التي تبنت دعمه في إطار مبادرتها لتعزيز حضور البحث الجامعي الجاد ومساندة الطلبة الباحثين الشباب.

يمثل هذا المشروع العلمي نموذجاً يحتذى في البحث الجماعي الرصين، ويعكس بجلاء إمكانات البحث العلمي النسوي الجامعي في مقاربة قضايا التراث بأساليب حديثة ومنهجية دقيقة، وهي جهود جديرة بأن تحظى بالتقدير والتشجيع.

videossloader مشاهدة المزيد ←