الجيش الإسرائيلي يوسع هجومه البري في غزة والأمم المتحدة تدعو إلى وقف “المذبحة”

الجيش الإسرائيلي يوسع هجومه البري في غزة والأمم المتحدة تدعو إلى وقف “المذبحة”

وسع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في مدينة غزة التي تتعرض لقصف متواصل الثلاثاء في إطار هدف الدولة العبرية المعلن للسيطرة الكاملة على كبرى مدن القطاع التي تعتبرها آخر معاقل حماس، فيما دعت الأمم المتحدة إلى وقف “المذبحة”.

 أتى ذلك فيما اتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة، إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023. وهي المرة الأولى تخلص لجنة كهذه الى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.

في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء مهاجمة “بنى تحتية عسكرية” للحوثيين في ميناء الحديدة في اليمن بعيد توجيهه إنذارا بالإخلاء. ولاحقا مساء الثلاثاء، أكد الجيش اعتراض صاروخ قال إنه أطلق من اليمن بعدما دوت صافرات الإنذار في انحاء مختلفة من البلاد.

وتعرّضت مدينة غزة، وهي الأكبر في القطاع، لقصف عنيف ومكثف، بحسب ما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحافيين “ما بدأناه الليلة الماضية هو الخطوة الأساسية نحو مدينة غزة”، مشيرا الى أن الجيش يقدّر وجود ألفين الى ثلاثة آلاف مقاتل من حماس في المدينة.

وأكد أن القوات تتقدم نحو وسط المدينة التي تعرّضت لقصف إسرائيلي مكثّف على مدى الأسابيع الأخيرة.

وأوضح “وسّعت قيادة المنطقة الجنوبية العملية البرية في المعقل الأساسي لحماس في غزة، وهو مدينة غزة”.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن مدينة غزة “تحترق” مشيرا الى أن الجيش “يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس. لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا”.

وأتى الإعلان عن هذه المرحلة الجديدة، غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لإسرائيل بعد أيام من استهداف الدولة العبرية قادة حماس في الدوحة. وحذّر قبيل توجهه الى قطر من أن أمام حماس “مهلة قصيرة جدا” لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار.

أضاف “لم يعد أمامنا أشهر، قد تكون أياما، أو بضعة أسابيع”.

من جهته، حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء حركة حماس من مغبة استخدام الرهائن “دروعا بشرية”، وردّا على سؤال بشأن الهجوم أجاب “سننتظر ونرى ما سيجري”.

وتحوّل معظم مدينة غزة إلى أنقاض جراء الضربات الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو عامين.

وقال أحمد غزال أحد سكان المدينة، “هناك قصف كثيف بشكل كبير على مدينة غزة لم يهدأ والخطر يزداد”.

وأضاف الشاب البالغ 25 عاما والذي يقيم قرب ساحة الشوا أنّه فجر الثلاثاء “سمعنا صوت انفجار هزّ الأرض بشكل مرعب”، مشيرا إلى أنّ الجيش الإسرائيلي “استهدف مربّعا سكنيا يضمّ منازل العديد من العائلات.. لقد دمّرت ثلاثة منازل بشكل كامل”.

وأكّد أنّ “أغلب المنازل التي دمّرت حتى الآن مأهولة بالسكّان.. وعدد كبير من المواطنين تحت الأنقاض ويصرخون”.

وقال مواطن آخر ويدعى أبو عبد زقوت “انتشلنا الأطفال بعدما تحوّلوا إلى أشلاء”.

من جهته، قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، لفرانس برس إنّ “القصف ما زال مستمرا بشكل كثيف على مدينة غزة وأعداد الشهداء والإصابات في ازدياد”.

وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن 44 شخصا قتلوا الثلاثاء في القطاع.

وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة والصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق من دون تمكّن فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني أو الجيش الإسرائيلي.

وقال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان لفرانس برس ورويترز الثلاثاء إن “العالم كله يصرخ من أجل السلام. الفلسطينيون والإسرائيليون يصرخون من أجل السلام”.

وأضاف “من الواضح تماما بأن على هذه المذبحة أن تتوقف”.

واعتبر الاتحاد الأوروبي أن توسيع العملية الإسرائيلية سيسبب “مزيدا من الدمار والموت والنزوح.. ويعرض حياة الرهائن للخطر”.

كذلك، دانت الخارجية البريطانية الخطوة الإسرائيلية “المتهوّرة والمروّعة” التي اعتبرتها برلين أيضا “في الاتجاه الخاطئ تماما”.

من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية في المدينة ليس إلا “فصلا جديدا من فصول حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج بحق أهلنا في غزة”.

من جهة أخرى، خلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة الى أن إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية” هدفها “القضاء على الفلسطينيين”.

وقالت رئيسة اللجنة نافي بيلاي لفرانس برس “خلصنا إلى أن إبادة جماعية تحدث في غزة ولا تزال جارية، وأن المسؤولية تتحملها دولة إسرائيل”.

ورفضت الخارجية الإسرائيلية “هذا التقرير المنحاز والخاطئ”، داعية الى “حلّ لجنة التحقيق هذه فورا”. واتهمت معديه بالعمل “كوكلاء لحماس”، وبأنهم “معروفون بموافقهم العلنية المعادية للسامية”.

وزار وزير الخارجية الأميركي قطر الثلاثاء عقب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة.

وأشاد روبيو الذي التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس وزرائه الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بجهود قطر في الوساطة للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة.

وأوردت الخارجية الأميركية في بيان أن روبيو “شكر قطر على جهودها لإنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن”، مؤكدا قوة العلاقات بين واشنطن والدوحة.

وأسفر هجوم حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023  عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا للأرقام الرسمية.

وأودت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بحياة ما لا يقل عن 64964 شخصا، معظمهم أيضا من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

videossloader مشاهدة المزيد ←