احتضنت سفارة المغرب بباريس، مساء أمس الأربعاء، العرض ما قبل الأول للحلقة الجديدة من برنامج “Destination Francophonie” على قناة (تي في 5 موند)، المخصصة للمملكة، وذلك بحضور شخصيات دبلوماسية وثقافية وإعلامية.

ويمتد هذا العدد الاستثنائي، الذي يقدمه إيفان كاباكوف وتبلغ مدته 52 دقيقة، من طنجة إلى الصحراء المغربية، مرورا بمكناس وبنجرير والعيون، في جولة تفاعلية داخل ربوع المملكة، للتعريف بالمبادرات المحلية والشخصيات والفضاءات التي تساهم في إحياء اللغة الفرنسية.

وأوضح كاباكوف، في تصريح صحفي قبيل العرض، أن البرنامج، الذي يبث منذ أزيد من عشر سنوات، يسعى إلى تقديم رحلة شهرية لاكتشاف العالم الفرنكفوني من خلال ساكنته الناطقة بالفرنسية، مؤكدا أن المغرب “بلد فرنكفوني كبير”، حيث تظل اللغة الفرنسية لغة للإبداع والنقل والتعبير رغم عدم كونها رسمية.

وأشار إلى أن الرحلة التي يقترحها هذا العدد لا تمر عبر مراكش أو الدار البيضاء، بل تنطلق من طنجة وتطوان، ثم تتوجه إلى مكناس، لتسليط الضوء على حيويتها الثقافية وتنوع تقاليدها وابتكاراتها، قبل الانتقال إلى كرسيف حيث مبادرة (بيبليو طوبيس)، وهي حاوية معدلة لتصبح مركزا ثقافيا متنقلا.

كما يتوقف البرنامج في بنجرير، “مدينة المعرفة”، التي تحتضن منظومة جامعية ومدرسية رائدة بالفرنسية، تضم مدرسة ماجوريل وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، ليختتم جولته في الصحراء المغربية، بالعيون وطرفاية، بين مشاريع ثقافية ناشئة وذاكرة أدبية يجسدها متحف سانت إكسوبيري.

وبهذه المناسبة، أكدت سفيرة المغرب في فرنسا، سميرة سيطايل، أن هذه المبادرة تكرس الصداقة المغربية-الفرنسية، مبرزة أنها تسلط الضوء على “تراث مشترك، هو الفرنكفونية”. وأضافت أن الحلقة المخصصة للمغرب تبرز المملكة “في كامل جغرافيتها وتنوعها”، مشيرة إلى أن “الفرنكفونية تتجلى بقوة وحيوية في بلادنا”.

وشددت الدبلوماسية المغربية على الطابع “متعدد اللغات” للمملكة، مبرزة أن “المغرب بلد تُمارس فيه عدة لغات يوميا، دون أن تقصي إحداها الأخرى، بل تتعايش فيما بينها”. وأردفت قائلة: “القوة الكبيرة للغة الفرنسية في بلادنا تكمن في قدرتها على التعايش مع لغات أخرى، وهو ما يشكل جزءا من هويتنا”.

من جانبها، أشارت الرئيسة المديرة العامة لقناة (تي في 5 موند)، كيم يونس، إلى أن المغرب يعد “من بين البلدان التي تحظى فيها القناة بأعلى نسب المشاهدة، خاصة عبر المنصات الرقمية ومن طرف الشباب”، مؤكدة على متانة العلاقة التي تجمع القناة بالمملكة ورغبتها في مواصلة هذا التعاون في المستقبل.

وأضافت أن برنامج “Destination Francophonie” يشكل “إحدى الركائز الأساسية بالنسبة لنا”، إلى درجة أنه يبث في وقت الذروة.

وستخصص قناة (تي في 5 موند)، يوم الخميس 25 شتنبر، أمسية كاملة للمغرب من خلال عرض هذه الحلقة، التي تقدم للمشاهدين غوصا في تنوع الفرنكفونية المغربية من شمال المملكة إلى جنوبها، مع إبراز ديناميتها الثقافية والتعليمية والفنية.

وسيتواصل البرنامج مع عرض الفيلم الوثائقي “المغرب، طريق الموسيقى”، من توقيع دونات لوفيفر وجيريمي سان جان، والذي يقترح رحلة حسية عبر التقاليد الموسيقية المغربية: الأمازيغية، الصحراوية، كناوة، والعربية-الأندلسية.