مراكش.. المغرب يولي أهمية كبيرة للنهوض بالهيدروجين الأخضر كرافعة للتحول الطاقي

مراكش.. المغرب يولي أهمية كبيرة للنهوض بالهيدروجين الأخضر كرافعة للتحول الطاقي

أكد مشاركون في الدورة الخامسة للقمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته (Power-to-X 2025)، الأربعاء بمراكش، أن المغرب يولي أهمية كبيرة للنهوض بالهيدروجين الأخضر كرافعة استراتيجية للتحول الطاقي والتنافسية الصناعية والتعاون الدولي.

وأبرز متدخلون، خلال أشغال هذه القمة العالمية، التي ينظمها المعهد الوطني للبحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة تحت إشراف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن المملكة تتوفر على كافة المؤهلات التي تعزز مكانتها كقطب إقليمي وعالمي في مجال الطاقة والهيدروجين الأخضر وتطبيقاته، من ضمنها وفرة الموارد الطاقية المتجددة، وامتلاكها لميزة تنافسية بارزة، إضافة إلى يد عاملة مؤهلة، ومؤسسات بحثية متخصصة في الابتكار والبحث العلمي.

وفي هذا الصدد، أكد المدير العام للمعهد الوطني للبحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، سمير الرشيدي، أن المعهد يعمل على تطوير بنية بحثية متكاملة في مجال الطاقات الخضراء، من شأنها تعزيز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في الانتقال الطاقي.

وأوضح أن هذا التوجه يقوم على شراكات استراتيجية مع مؤسسات وطنية ودولية، مبرزا في هذا السياق، التعاون المثمر بين المغرب وفرنسا، الذي يتجسد في مشاريع وبرامج مشتركة تدعم الابتكار في مجال الطاقات المتجددة.

واستعرض الرشيدي، أيضا، أوجه التعاون والشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، التي ساهمت في تطوير تقنيات (Power-to-X) بالمغرب، مشيرا إلى الأثر الإيجابي لهذه المبادرات على البيئة وتعزيز الحلول المستدامة لمواجهة التحديات الطاقية العالمية.

من جهته، أكد الرئيس المدير العام للوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، طارق أمزيان مفضل، أن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أضحى مرجعا عالميا في مجال الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن المملكة تعد لبرنامجها الخاص بقطاع الهيدروجين الأخضر بمنهجية وحكامة واضحة وشفافة.

وأضاف أن المملكة تقترح على المستثمرين عرضا فريدا في هذه السلسلة يضم التنافسية والموارد الطبيعية الاستثنائية والرؤية والاستقرار المشهود، والتجذر الاستراتيجي في كافة القارات.

بدوره، أكد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب العلج، أن المغرب عازم على أن يصير رائدا في مجال الهيدروجين الأخضر، مشيرا إلى أن خارطة الطريق الوطنية، تعد من بين الأكثر طموحا في العالم، حيث تهدف إلى إنتاج ما يصل إلى تسعة ملايين طن سنويا بحلول سنة 2050.

وقال إنه منذ السنة الماضية، أُعلن عن التزامات استثمارية ضخمة لستة مشاريع كبرى في الهيدروجين الأخضر والأمونياك الأخضر والفولاذ الأخضر، معتبرا أن هذه الاستثمارات تظهر بجلاء، أن المغرب انتقل من التخطيط إلى التنزيل، بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأضاف العلج أنه إلى جانب هذه القدرة التنافسية، يتوفر المغرب على موارد متجددة وفيرة مع وجود محللات كهربائية عالية الكفاءة، وهو ما يبرز أن المملكة لديها القدرة على تغطية ما يصل إلى 4 في المائة من الطلب العالمي بحلول سنة 2030 بفضل مواردها الوفيرة والأراضي المتاحة، وهي فرصة من شأنها خلق فرص الشغل وتحفيز المقاولات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز السيادة الصناعية.

من جانبه، أكد رئيس تجمع الهيدروجين الأخضر بالمغرب (Cluster Green H2)، محمد يحيى زنيبر، أن الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر تقدم حلا لتقليص اعتماد المملكة على الطاقة، مشيرا إلى أن إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر متجددة يمكن المغرب من أن يصبح مركزا إقليميا للطاقة، ومحركا اقتصاديا مبتكرا، ونموذجا للتنمية المستدامة.

وقال إنه “من خلال التركيز على الهيدروجين الأخضر، نعزز سيادتنا الطاقية، ونخلق فرص عمل للشباب، وندعم النمو الاقتصادي المحلي”، مشددا على ضرورة تعزيز قدرات التكوين والابتكار، وتشجيع الاستثمارات التقنية الخاصة، ووضع إطار تنظيمي ديناميكي وقائم على الحوافز، واعتماد استراتيجية إقليمية متكاملة.

من جانبه، أبرز رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، أن المغرب انتقل في مجال الهيدروجين الأخضر من مرحلة التفكير الاستراتيجي إلى مرحلة التفعيل العملي، بفضل رؤية واضحة وإرادة قوية لتعزيز ريادته في الطاقات المتجددة.

وأضاف الهبطي أن جهود الجامعة تتركز بشكل خاص، على تطوير استخدامات الهيدروجين الأخضر في المجال الفلاحي، مشيرا إلى أن الجامعة تعمل على نقل خبرتها البحثية نحو باقي الدول الإفريقية، في إطار رؤية تضامنية تروم جعل القارة فضاء فاعلا في الانتقال الطاقي العالمي.

وتشكل القمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فضاء يروم تعزيز التعاون والإبداع وتبادل الآراء في مجال الهيدروجين الأخضر وتقنيات (Power-to-X)، ومناقشة السبل الكفيلة بتسريع التحول الطاقي العالمي، بمشاركة مسؤولين حكوميين وصناع قرار استراتيجيين ومبتكرين رائدين وأكاديميين بارزين.

وتشكل القمة، المنظمة بشراكة مع الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) وتجمع (Green H2) وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، على مدى يومين، منصة دينامية للتعاون الدولي، والاستثمارات ذات القيمة المضافة القوية والابتكار الاستشرافي.

videossloader مشاهدة المزيد ←