
انطلاق الدورة الـ15 لمهرجان سماع الرباط تحت شعار “سماع أهل المغرب.. التميز والخصوصية”

انطلقت، مساء الجمعة بمسرح علال الفاسي بالرباط، فعاليات الدورة الـ15 للمهرجان الدولي “سماع الرباط”، الذي تنظمه جمعية الأصالة لفني الأمداح النبوية وموسيقى الآلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتميزت الأمسية الافتتاحية، لهذه الفعالية المنظمة تحت شعار “سماع أهل المغرب.. التميز والخصوصية”، بمشاركة نخبة شباب مدينة خريبكة للمديح والسماع، إلى جانب نخبة شباب سلا للمديح والسماع والآلة، حيث قدمت المجموعتان وصلات روحانية امتزج فيها المديح النبوي بالسماع الصوفي، ضمن لوحات موسيقية تراثية عكست غنى المدرسة المغربية في هذا الفن العريق.
وشهدت الأمسية، أيضا، تكريم الفنان الحاج محمد بنيس، رئيس جمعية الإمام البوصيري للمديح والسماع بفاس، تقديرا لمساره الفني الغني وإسهامه البارز في صون هذا التراث الروحي وإشعاعه داخل المغرب وخارجه، وكذا باعتباره أحد أعلام فن السماع والمديح وأحد الوجوه التي ساهمت في نقل هذا الموروث إلى الأجيال الجديدة.
وسادت خلال هذه الأمسية أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والصفاء، استحضر فيها الجمهور القيم الصوفية الأصيلة التي يجسدها فن السماع المغربي، من خلال أداء جماعي منسجم وأصوات ندية تنهل من الموروث الأندلسي والملحون.
وتمازجت الألحان والنوبات مع إيقاعات الآلة المغربية، في مشهد فني جمع بين الجمال الروحي والعمق الثقافي، وسط تفاعل كبير من الحضور الذي غصت به قاعة المسرح.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد رئيس جمعية الأصالة لفني الأمداح النبوية وموسيقى الآلة، محسن نورش، أن تنظيم هذا المهرجان يندرج في إطار صون التراث الروحي المغربي الأصيل وتعزيز الهوية الحضارية للمملكة، مبرزا أن المهرجان يشكل منصة لإبراز صورة المغرب كفضاء جامع للروحانية والفن والجمال، ويعكس تميز أهله في الحفاظ على الأصالة والانفتاح في آن واحد.
كما أشار السيد نورش إلى حرص الجمعية على توثيق فقرات هذه الدورة بمعايير مهنية لتكون مرجعا للباحثين والممارسين.
من جانبه، أكد عضو المجلس العلمي الجهوي للرباط – سلا – القنيطرة، عبد الكامل بولعمان، أن هذه الدورة تأتي انسجاما مع مضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المجلس العلمي الأعلى بمناسبة مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول الكريم، والتي دعا فيها جلالته إلى إحياء المولد النبوي على مدار العام عبر الدروس والمحاضرات ومجالس الذكر والصلاة على النبي.
وأوضح أن المجلس العلمي الجهوي سيعمل على الإسهام في تنفيذ هذا التوجه من خلال برنامج متكامل يشمل تنظيم لقاءات علمية وروحية وإحياء مجالس للصلاة على النبي، إبرازا للعناية المولوية المتواصلة بالسيرة النبوية الشريفة.
وتعرف هذه الدورة، التي تستمر فعاليتاها إلى غاية 19 أكتوبر الجاري، مشاركة فرق للمديح والسماع من مختلف ربوع المملكة، إلى جانب مجموعة “بايفال” للأمداح من السنغال، ضيف شرف هذه الدورة، إلى جانب ماليزيا.
ويشكل المهرجان الدولي “سماع الرباط” موعدا سنويا للاحتفاء بفنون المديح والسماع وموسيقى الآلة والملحون والذكر العيساوي، وفرصة لتثمين هذا التراث الروحي المتجذر في الذاكرة المغربية، وصونه عبر الأجيال من خلال وصلات فنية تجمع بين الأصالة والتجديد، وتعكس ما يزخر به المغرب من تنوع موسيقي وثقافي يعبر عن عمق هويته الحضارية.
