شهدت العاصمة الرباط يوم أمس الاثنين الإطلاق الرسمي لبرنامج “تدرّج”، وهو مشروع وطني ضخم يهدف إلى تعميم وتطوير منظومة التكوين بالتدرج المهني عبر مختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية بالمملكة.

ويسعى البرنامج إلى تحقيق هدف طموح يتمثل في تكوين 100 ألف متدرب سنوياً بحلول عام 2026، ما يمثل حلاً عملياً وفعالاً لدمج الفئات الشبابية غير المؤهلة في سوق الشغل.

وفي أولى خطوات التنفيذ، تم تخصيص قطاع الصناعة التقليدية بتوقيع اتفاقيات تنفيذية ترأسها يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي، ولحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية.

وأكد الوزير السكوري أن البرنامج يأتي استجابة للتوجيهات الملكية السامية، مشيراً إلى أن تحليل سوق الشغل بيّن أن الغالبية العظمى من العاطلين لا يتوفرون على شهادات.

ولمعالجة هذا التحدي، تم اتخاذ قرارات لتعزيز جاذبية التدرج، شملت زيادة الدعم الموجه لمراكز التكوين بنسبة 20%، ورفع المنحة السنوية لكل متدرب لتصل إلى 5 آلاف درهم، بالإضافة إلى رفع تعويضات المكونين، وذلك بهدف تشجيع الشباب على الانخراط في التكوين في بيئة العمل الفعلية.

من جانبه، أكد كاتب الدولة لحسن السعدي أن برنامج “تدرّج” لمهن الصناعة التقليدية يترجم هدفاً وطنياً نبيلاً في تأهيل اليد العاملة، مشيراً إلى أن العرض التكويني العملي، الذي يمتد على مدى 11 شهراً، لا يقتصر فقط على تلبية حاجة الأوراش الكبرى من اليد العاملة المؤهلة، بل يسهم أيضاً في الحفاظ على الحرف التقليدية ونقلها إلى الأجيال الجديدة كجزء أساسي من الهوية والموروث الثقافي.

وأكد رئيس جامعة غرف الصناعة التقليدية، إدريس الشكاف، على أهمية هذا المشروع في تحفيز التشغيل الذاتي وفتح آفاق اقتصادية وثقافية جديدة أمام الشباب.