جرى، الاثنين بالرباط، افتتاح معرض “من المسيرة الخضراء إلى مسيرات النماء”، وذلك تخليدا للذكرى الخمسين لهذه الملحمة الوطنية المجيدة.

ويهدف هذا المعرض، المنظم من طرف مديرية الوثائق الملكية بتعاون مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إلى إبراز السياقات التاريخية والسياسية والدبلوماسية للمسيرة الخضراء، عبر عرض وثائق سلطانية ووسائط سمعية وبصرية، فضلا عن شهادات حية توثق لمسار هذا الحدث التاريخي وتحولاته.

وفي كلمة بالمناسبة، أوضحت مديرة الوثائق الملكية، بهيجة سيمو، أن المعرض يهدف إلى إبراز الأبعاد التاريخية والشرعية للمسيرة الخضراء، وتوثيق تفاصيلها على المستويات التنظيمية والشعبية، مع الوقوف عند صداها في الصحافة الوطنية والدولية، إلى جانب الإبداع الأدبي والفني المرتبط بهذه الملحمة الوطنية.

وأضافت أن المعرض خصص حيزا مهما للأقاليم الجنوبية، التي شهدت طفرة عمرانية وتنموية بفضل العناية الملكية السامية، وللمشاريع المهيكلة التي جعلت الإنسان في صلب التنمية.

وأشارت سيمو، إلى أن ما يميز المعرض هو اعتماده على العرض البصري الضوئي، الذي يتيح للزوار معايشة أجواء المسيرة واستحضار لحظاتها التاريخية، عبر مشاهد توثق لمشاركة النساء والشباب والمسنين، في تجسيد للتلاحم الوطني والعفوية الشعبية التي طبعت هذا الحدث الفريد.

من جهتها، أكدت مديرة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، سميرة المليزي، أن المعرض يشكل فرصة فريدة للتعرف على صفحات مضيئة من تاريخ المغرب، واستلهام دروس الوحدة والتلاحم الوطني التي ميزت المسيرة الخضراء، معتبرة أن الاطلاع على الماضي يشكل أساسا لبناء المستقبل.

وأبرزت أن تنظيم المعرض يأتي تعبيرا عن اعتزاز المؤسستين بدورهما في حفظ الذاكرة الوطنية، وصون التراث الوثائقي والثقافي للمغرب، لافتة إلى أنه يتميز بعرض وثائق أرشيفية وصور فوتوغرافية وشهادات ومنشورات تؤرخ لملحمة توحد فيها الشعب المغربي دفاعا عن وحدة الوطن.

ويستمر المعرض طيلة شهر كامل (من 10 نونبر إلى 10 دجنبر)، ليتيح للزوار والباحثين والمهتمين فرصة الاطلاع على صفحات مشرقة من تاريخ المغرب واستحضار القيم الوطنية والروحية التي جسدها المغاربة في هذه الملحمة الخالدة.