في سياق انعقاد المنتدى الثاني لفضاء التجارة الحرة القارية الإفريقية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، احتضنت مدينة مراكش، يوم الأربعاء 10 دجنبر، لقاءً ثنائياً رفيع المستوى جمع عمر حجيرة، كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، بنظيره المصري حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، بحضور سفير جمهورية مصر العربية بالمغرب، أحمد نهاد عبد اللطيف، إلى جانب عدد من المسؤولين والفاعلين في مجال التجارة الخارجية من البلدين.

وشكل هذا اللقاء مناسبة لتقييم حصيلة المشاورات والاتفاقات السابقة بين الرباط والقاهرة، والوقوف على مستوى التنسيق الثنائي من أجل تطوير المبادلات التجارية في إطار منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، بما يخدم المصالح الاقتصادية المشتركة للبلدين.

وخلال هذا الاجتماع، أكد عمر حجيرة أن المملكة المغربية منخرطة بقوة في مسار بناء فضاء اقتصادي إفريقي موحد، انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى إرساء شراكات إفريقية متوازنة قائمة على مبدأ التكامل الاقتصادي والتنمية المشتركة، مع إبراز الدور الحيوي للقطاع الخاص كشريك أساسي في إنجاح هذا الورش القاري.

وأوضح كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية أن منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية تمثل رهان المستقبل للتجارة البينية الإفريقية، مشيراً إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار مراجعة حصيلة التعاون التجاري المغربي-المصري، خاصة في ما يتعلق بالميزان التجاري. وشدد في هذا السياق على ضرورة تحقيق نتائج عملية وملموسة تنعكس في أرقام واقعية، وتسهم في الرفع من حجم الصادرات المغربية، داعياً في الوقت ذاته الفاعلين الاقتصاديين المصريين إلى تكثيف جهودهم من أجل تطوير المبادلات التجارية على أسس أكثر توازناً.

من جانبه، نوه الوزير المصري حسن الخطيب بالدينامية التي يشهدها المغرب في مجال التجارة الخارجية، وبالجهود المبذولة لوضع خارطة طريق واضحة لتعزيز حضوره التجاري على المستويين القاري والدولي.

وأكد أن مصر تعتبر المغرب شريكاً استراتيجياً في تطوير التجارة الإفريقية، حيث تم اختياره ضمن ستة محاور رئيسية لتعزيز الصادرات المصرية، باعتباره بوابة تجارية قارية ذات موقع استراتيجي.

كما جدد المسؤول المصري التزام بلاده بتعزيز استثماراتها بالمغرب، بما من شأنه المساهمة في تقليص اختلالات الميزان التجاري الثنائي وفتح آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي بين البلدين، في إطار رؤية مشتركة تقوم على الربح المتبادل وتعزيز الاندماج الاقتصادي الإفريقي.