في خطوة مفاجئة هزت أوساط الراغبين في الهجرة إلى الولايات المتحدة، أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، “كريستي نويم”، مساء الخميس، عن تعليق برنامج تأشيرات الهجرة المتنوعة، المعروف بقرعة “الغرين كارد” (DV Program)، وذلك على خلفية تورط أحد المستفيدين منه في عملية إطلاق نار جماعية دامية.

ويأتي هذا القرار الراديكالي بعد أسبوع من الفوضى، حيث تتهم السلطات الفيدرالية المواطن البرتغالي “كلاوديو نيفيش فالينتي” باقتحام مبنى في جامعة “براون” المرموقة في 13 ديسمبر الجاري، وفتحه النار بشكل عشوائي على طلاب أثناء تأديتهم للامتحانات؛ وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة. كما تُشير التحقيقات إلى اشتباه تورطه في مقتل أستاذ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بعد يومين فقط من حادثة الجامعة.

وكشفت وزيرة الأمن الداخلي، عبر تدوينة لها على منصات التواصل الاجتماعي، أن “نيفيش فالينتي” كان قد دخل الأراضي الأمريكية في عام 2017 عبر فئة تأشيرات الهجرة المتنوعة (DV1) وحصل بموجبها على الإقامة الدائمة.

وأوضحت نويم أن الرئيس “دونالد ترامب” أصدر توجيهات مباشرة وصارمة لدائرة خدمات الهجرة والجنسية (USCIS) بوقف البرنامج فوراً، واصفة إياه بـ “البرنامج الكارثي”.

وأكدت أن هذا الإجراء يهدف إلى “ضمان عدم تعرض المزيد من الأمريكيين للخطر بسبب ثغرات في نظام الهجرة تتيح دخول أفراد يشكلون تهديداً للأمن القومي”.

يُذكر أن برنامج “الغرين كارد”، الذي تديره وزارة الخارجية الأمريكية، كان يمنح سنوياً نحو 55 ألف تأشيرة إقامة دائمة لأشخاص من دول تعاني من معدلات هجرة منخفضة نحو الولايات المتحدة، وكان يُعتبر المسار الأكثر شهرة للهجرة بالنسبة لملايين الطامحين حول العالم.

ومع هذا التعليق، يواجه آلاف الفائزين في القرعة الحالية والراغبين في التقديم مستقبلاً غموضاً قانونياً كبيراً، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة من تعديلات تشريعية في قوانين الهجرة الأمريكية تحت الإدارة الحالية.