اخبار جهة مراكش | الأربعاء 5 أغسطس 2015 - 12:00

منع مهاجرة “مراكشية” من إدخال أبنائها إلى المغرب لأن والدهم ليبي رغم كونهم مسجلون كمغاربة بقسم الحالة المدنية في مقاطعة جليز

  • Whatsapp

مراكش الآن – عن “اليوم 24”
تنتظر مواطنة مغربية تقيم في بلجيكا منذ أكثر من شهر رد السلطات المغربية بخصوص طلب تقدمت به لتتمكن من إدخال أبنائها الثلاثة إلى المغرب لقضاء عطلتهم الصيفية كما اعتادوا في عطلة نهاية الموسم الدراسي من كل سنة.
وعبرت هدى آيت صلوح، وهي مهاجرة مغربية في بلجيكا، تنحدر من مدينة مراكش، عن استيائها الشديد لـ”عدم تعاون أية جهة معها، وعدم تقديم توضيحات بخصوص السبب وراء منع المصالح القنصلية ببلجيكا أبناءها من دخول التراب الوطني”، الذين يبلغ أكبرهم 17 سنة.
وعمدت آيت صلوح، التي اضطرت إلى دخول المغرب بدون أبنائها الثلاثة، إلى توجيه استفسار إلى الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، وإلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وكذا إلى المدير العام للأمن الوطني، عن طريق المركز الوطني للتنمية والوحدة الترابية، حيث شدد الاستفسار على أن منع أبناء المهاجرة المغربية تم استنادا إلى “حجة غير واضحة وغير مفهومة”، خصوصا وأنهم “مسجلون كمغاربة بقسم الحالة المدنية في مقاطعة جليز بمدينة مراكش”.
وطالب المركز الوطني للتنمية والوحدة الترابية من الجهات المسؤولة “فتح تحقيق لتفسير منع أطفال هدى آيت صلوح من دخول المملكة المغربية وعلاقة ذلك بحقوقهم المدنية كمواطنين مغاربة”.
وأوضح المركز، في بلاغ له، أن منع الأبناء من دخول المغرب تم «بحجة كون الأب ليبيا، وبسبب قوة النشاط الداعشي بليبيا»، متسائلا «ما علاقة حرمان هؤلاء الأبناء من دخول المغرب بهذا الخطاب الإيديولوجي؟ وهل تعي السلطات الأمنية خطورة مثل هذه القرارات  وأثرها على الأجيال الصاعدة بالانتماء إلى هذا الوطن؟».
من  جهتها، عبرت هدى آيت صلوح، المتواجدة حاليا في المغرب، عن أسفها الشديد لعدم تمكن أبنائها من مرافقتها كما اعتادوا في كل سنة، ولم تستبعد أن يكون السبب في منع أبنائها من دخول المغرب يعود إلى حملهم الجنسية الليبية لكون والدهم الذي انفصلت عنه من ليبيا، موضحة أنها وخلال السنوات الماضية اعتادت التوصل برد على طلبها في نفس اليوم الذي تضعه فيه، ولم يسبق لها أن واجهت أي مشكل خلال تنقلها رفقة أبنائها من وإلى المغرب.
وقالت آيت صلوح، في تصريح لـ» اليوم24»، إنها اعتادت اصطحاب أبنائها في كل سنة إلى المغرب لـ»تعرفهم على عاداته وتقاليده»، لتفاجأ هذه السنة بـ»رفض» دخولهم، «مع العلم أنني قد حصلت قبل بضعة أشهر فقط على حكم في المغرب يسمح بمنح أبنائي الجنسية المغربية»، توضح نفس المتحدثة، إلى جانب أنهم سيحصلون على الجنسية البلجيكية بعد ستة أشهر من الآن.
وأضافت آيت صلوح «أنا حاليا هنا وأبنائي في بلجيكا ولا أعرف ماذا أفعل لأتمكن من إحضارهم، فلا أحد يشرح لي ما يقع»، مضيفة أنها في آخر مرة اتصلت بوزارة الخارجية لتستفسر حول الموضوع ردوا عليها بكون ملف أبنائها لدى الشرطة، «قالوا لي إن ملفات الليبيين والسوريين تمر عبر جهاز الأمن»، مشيرة إلى أن هذا ما جعلها تفهم أن السبب في رفض التحاق أبنائها بها هو كون والدهم من ليبيا، مشددة على أنها «منفصلة عنه منذ سنوات، ولا تربطني لا أنا ولا أبنائي به أية صلة ولا نعرف عنه شيئا».
وتؤكد المهاجرة المغربية في تصريحها لـ «أخبار اليوم» أن ما عزز اقتناعها بكون سبب منع أبنائها من دخول المغرب هو جنسية والدهم يعود إلى تمكنها من إدخال ابنتها الصغرى البالغة من العمر أربع سنوات، والتي تحمل الجنسية البلجيكية.
وبنبرة حزينة، نقلت آيت صلوح شعور أبنائها الذين «يرفضون السفر إلى أي بلد لقضاء عطلتهم غير المغرب»، مردفة «يشعرون بحزن كبير ولا يفهمون بدورهم ما الذي يقع، اعتادوا المجيء إلى المغرب في كل عطلة، وبعد المشكل الذي حدث هذه السنة، اقترحت عليهم أن نسافر إلى أي بلد آخر، غير أنهم رفضوا، ولذلك أتيت حيث أحاول جاهدة الحصول على إذن يسمح لأبنائي بالالتحاق بي خلال الوقت المتبقي من عطلتهم».