
لشكر بمراكش: استعادة سيادة الجنوب مدخل لتعددية عالمية ديمقراطية ومطالب بوقف إطلاق النار في غزة

في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والديمقراطيين، المنعقد بمدينة مراكش يوم أمس الجمعة 2 ماي، وجه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، رسائل قوية ومباشرة بخصوص الوضع العالمي الراهن والتحديات التي تواجه القوى التقدمية عبر العالم.
واعتبر لشكر في كلمته أن “استعادة شعوب الجنوب لسيادتها الكاملة، ثقافياً وعلمياً وسياسياً واقتصادياً”، تشكل المدخل الحقيقي والأساسي لبناء نظام عالمي متعدد الأقطاب وديمقراطي.
وأكد أن هذا النظام يجب أن يضمن التعاون المبني على الاحترام المتبادل، والكرامة لجميع الشعوب، وتحقيق التنمية المستدامة، بدلاً من تكريس الهيمنة والخضوع والاستغلال الذي يميز العلاقات الدولية حالياً.
وشدد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي على أن الإصلاح الحقيقي المنشود لا يكمن فقط في رفع الشعارات، بل في “الاعتراف بالمظالم التاريخية التي تعرضت لها دول الجنوب”.
وتطرق إلى مظاهر هذه المظالم التي تشمل “الاستغلال الاستعماري الممنهج، وتراكم الديون المجحفة، ونقل الصناعات الملوثة إليها، وفرض نماذج اقتصادية مدمرة”.
داعياً في هذا الصدد إلى تبني نموذج اقتصادي جديد يزاوج بين تحقيق العدالة الاجتماعية على المستوى الداخلي للدول، والعدالة بين الأجيال على المدى الطويل، مع التركيز على آليات إعادة التوزيع العادل للثروات، وترسيخ العدالة الضريبية، وتعزيز السيادة الاقتصادية للدول.
وفي سياق متصل، أعرب لشكر عن قلقه العميق إزاء التحديات المتزايدة التي تواجه الديمقراطيات الناشئة في العالم اليوم.
وقال إن “النموذج الديمقراطي القائم على دولة الحق والقانون أصبح اليوم موضع تشكيك خطير”، وذلك في ظل صعود “رؤى استبدادية تستغل أزمات الثقة واللايقين التي تخيم على العالم”.
مردفاً بأن “الإيمان بالسلم لا يعني التغاضي عن احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية”، خاصة في دول الجنوب التي “تتعرض لمحاولات شرسة لزعزعة استقرارها الداخلي”.
كما ندّد المسؤول الحزبي بشدة بتصاعد وتيرة العنف والتمييز الذي تتعرض له الأقليات المسلمة في عدد من دول العالم.
وأشار إلى أن هذه الممارسات التي تتجلى في الاعتداءات الجسدية، والسياسات التمييزية، والخطابات العنصرية المتطرفة، تشكل “تهديداً صريحاً للتعددية والتعايش”، وتتعارض بشكل مباشر مع المبادئ الكونية للعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، داعياً في هذا السياق القوى التقدمية في العالم إلى “رفع الصوت عالياً دفاعاً عن الكرامة الإنسانية” وحقوق هذه الأقليات.
وفي سياق حديثه عن النزاعات الدولية الملتهبة، توقف الكاتب الأول لحزب “الوردة” عند الوضع الإنساني المأساوي في الشرق الأوسط، وخاصة في قطاع غزة.
وشدد على “ضرورة الوقف الشامل والفوري لإطلاق النار في غزة”، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ ومستدام إلى السكان المحاصرين.
مؤكداً في الوقت نفسه على “الموقف الثابت” لحزبه والمغرب الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ولم يغفل لشكر، في ختام كلمته، الإشارة إلى ما أسماه “اللحظة الأصعب في القرن الحادي والعشرين”، حيث “تتسارع وتيرة الحروب والنزاعات المسلحة، وتتعاظم الكوارث الإنسانية الناتجة عنها، بما في ذلك المجازر والإبادات الجماعية”، وذلك وسط “صمت دولي مريب، ولا مبالاة مقلقة من صناع القرار العالميين”.
مشيراً إلى أن “الإنسانية تعيش حالة من اللايقين السياسي والاقتصادي غير المسبوق، في ظل تهديد متزايد لقيم التعايش والسلم الدوليين”.
ويُعتبر خطاب إدريس لشكر في هذا المنتدى الدولي منصة لعرض رؤية حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حول القضايا العالمية الراهنة، وتأكيداً على مواقف الحزب من التحديات التي تواجهها القوى التقدمية ودول الجنوب، مع دعوة صريحة للتحرك من أجل عالم أكثر عدلاً وسلماً.
