بسبب غلاء أعلاف الماشية ومضاربات ”الشناقة” ارتفاع ملحوظ لأسعار الأضاحي بأسواق اقليم قلعة السراغنة
محمد لبيهي – قلعة السراغنة
رغم تأكيد وزارة الفلاحة والتنمية القروية على أن العرض من الأغنام لعيد الأضحى لهذه السنة سيكون كافيا لتغطية طلبات الأضاحي بمختلف مناطق المغرب واستقرار أثمانها، فإن أسواق إقليم قلعة السراغنة تحولت منذ بداية الأسبوع الجاري إلى فضاءات لبيع أغنام الأضحية بشكل مختلف عن السنة الفارطة.
ويلاحظ أن الأثمنة المسجلة إلى حدود يوم الاثنين، بدأت تعرف ارتفاعا ملحوظا، وهو ما أصبح يشكل رمزا لمعاناة الشرائح العريضة من الأسر، خصوصا منعدمي الدخل وذوي الأجر المحدود والموظفين الصغار في مختلف القطاعات.
وحسب مصدر مسؤول بالفرع الاقليمي لغرفة الفلاحة، فإن العرض الذي ستعرفه الأسواق المحلية لا يتعدى عرض السنة الماضية إلا بنسبة ضئيلة، ويتميز – حسب نفس المصدر دائما- بالحالة الصحية الجيدة للأغنام وخلوها من الأمراض، بالإضافة إلى الجودة التي تميز لحوم أغنام منطقة السراغنة، والتي يعرف صنفها ب” الصردي”.
أما فيما يخص الأثمان المتداولة فإن الأسعار تتراوح ما بين 50 و 60 درهما للكيلو غرام الواحد.
وفي نفس السياق فإن مضاربات ”الشناقة” بدأت تساهم بشكل كبير في ارتفاع أثمان الأضحية والذين يلجؤون لمعاودة بيع الأغنام بهدف الربح السريع وبمبالغ باهضة دون مبالاة لمعاناة الناس.
وإلى جانب هذه الفئة التي تستغل مثل هذه المناسبات لاستنزاف جيوب الضعفاء فقد، نشطت حركة البيع والتحكم في أسعار السوق عبر الاتصال بالهاتف النقال الذي تحول لدى فئة عريضة من بائعي الأغنام و”الشناقة” إلى وسيلة لمراقبة الأسعار في الأسواق والهيمنة عليها.
ويلاحظ المرء بأم عينيه أمام الملأ الكيفية التي يتصل بها هؤلاء الشناقة وسط المشترين وبشكل عادي للتعرف على مستوى الزيادة في الأثمان بالأسواق المجاورة للإقليم، أو بجهات أخرى بالمغرب.
وهكذا قد يضطر العديد من ”الشناقة” إلى حمل ماشيتهم بواسطة الشاحنات إلى أسواق أخرى بالمغرب مجرد إجراء مكالمات هاتفية مع ”زملائهم” دون أدنى مراعاة للمشتري الذي يظل تحت رحمة المشورات التي تنقلها الهواتف النقالة والتي أصبحت تشغل لدى هذه الفئة وبعض الكسابة بشكل عادي في مناسبة ” العيد الكبير” الذي يسعى العديد من باعة الأغنام إلى إخراجه من طقسه الديني إلى جو يغلب عليه هدف الربح، وكسب أكبر ما يمكن من المال.
وتبقى الفترة التي تفصلنا عن يوم عد الأضحى لهذه السنة – فترة قابلة لتقلبات السوق التي يتحكم فيها دائما قانون العرض والطلب، لكن كل المؤشرات التي يتداولها سواء الكسابة أو بعض المهتمين بقطاع الفلاحة وتربية الماشية، ترجح كفة الزيادة في أثمان الأضحية لأسباب متعددة، منها شح التساقطات المطرية التي عرفتها السنة الفلاحية المنصرمة والتي تميزت بقلة الكلأ والزيادات المتتالية التي عرفتها مواد العلف إلى حدود بداية الموسم الفلاحي الحالي، اضافة الى انحباس التساقطات المطرية خلال الفترة الاخيرة، وهو ما ساهم بدوره في الزيادة في أثمان العلف بنسبة تراوحت ما بين 30 و50 في المائة في الكيلوغرام الواحد في النخالة والشعير، وهما المادتان اللتان يعتمد عليهما الكساب في العلف بالدرجة الأولى.
واكد بعض المهتمين بقطاع الماشية في لقاءات مع “مراكش الان” ان اثمان الاكباش ستعرف قفزة نوعية مقارنة مع السنة الماضية، وقدرت هذه الزيادة بين 500درهم و750 درهم للراس. وفسر نفس المتحدثون ارتفاع اضحية العيد لهذه السنة بغلاء اسعار الاعلاف والمضاربة.