سيلفي باليو من مراكش إلى أكادير.. رؤية فنية عميقة للسينما الوثائقية

سيلفي باليو من مراكش إلى أكادير.. رؤية فنية عميقة للسينما الوثائقية

بعد تألقها سنة 2024 في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث حصل فيلمها الوثائقي “الخط الأخضر” على جائزة “أطلس” للتوزيع، تعود المخرجة الفرنسية سيلفي باليو إلى المغرب، وهذه المرة من بوابة مهرجان “فيدادوك” بأكادير، حيث تترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة السادسة عشرة.

اسم سيلفي باليو ليس غريبا عن دوائر السينما العالمية الوثائقية. فالمخرجة المتخصصة في أشرطة الفيديو والفيلم الروائي، راكمت على مدى سنوات مسارا فنيا يتقاطع فيه الشخصي بالجماعي، حيث تطرح في أفلامها الوثائقية أسئلة الهوية والعائلة داخل أشكال سينمائية تتراوح بين اليوميات، والتخييل، والتوثيق.

تخرجت سنة 1994 من المدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة والصوت بفرنسا، وانطلقت بعدها في مسيرة مهنية غنية، من أبرز محطاتها أفلام مثل “بيروت على المباشر”، و”العودة إلى بوم”، إلى جانب أشرطة أنجزت في أماكن مختلفة من العالم مثل اليمن كشريط “توقف”، وكذا بلبنان، حيث صورت شريطها الأحدث “الخط الأخضر” حول الحرب الأهلية اللبنانية من وجهة نظر ذاتية.

وأكدت باليو، في حديثها لـSNRTnews، على البعد الفني للسينما، مؤكدة أن “صناعة الأفلام ليست مجرد وسيلة للتوثيق أو الترفيه، بل فعل إبداعي يحمل نظرة شخصية، ويمنح المخرجين القدرة على قول الأشياء بطريقة مغايرة لما تقدمه وسائل الإعلام”.

وتوقفت باليو عند خصوصية مهرجان فيدادوك، الذي ترأست لجنته التحكيمية، قائلة: “لكل مهرجان هويته الخاصة، لكن ما لمسته هنا في أكادير هو شغف حقيقي بالسينما”.

ورأت أن الجوائز التي نالتها أعمالها تلعب دورا مهما في مسارها، إذ تمنحها فرصة للمشاهدة أكثر، لكنها حرصت في الآن ذاته على التأكيد بأن “عدم الفوز لا يعني أن الفيلم ليس جيدا. لقد شاهدت في فيدادوك أفلاما قوية، وتجربتي هنا كانت مميزة بكل المقاييس”.

وتوقفت باليو عند الطابع العالمي لفيلمها الأخير “الخط الأخضر”، الذي يتناول الحرب الأهلية اللبنانية من زاوية ذاتية، قائلة “تتجاوز هذه القصة حدود بلد بعينه. الحرب صارت موضوعا يفرض نفسه كل صباح، حين نفتح شاشاتنا ونرى ما يحدث في غزة أو أوكرانيا. من الصعب أن نغض العين عن ذلك”.

وختمت باليو حديثها بالتأكيد على أهمية المهرجانات التي تنقل السينما إلى جمهور أوسع، وتساهم في بناء وعي جماعي عبر الفن، مضيفة أن “العمل الذي يتم في مهرجان فدادوك منذ سنوات، يجب دعمه ليستمر في أداء هذا الدور الثقافي العميق”.

ومن بين أشهر أعمال المخرجة باليو “الحب والكلمات”، و”السرير”، و”ليل بدر ليل”، التي تناولت من خلالها موضوع الدين والجسد. وقد حظيت هذه الأفلام باهتمام واسع، وشاركت في مهرجانات دولية مثل “دوكومنتا مدريد”، و”كلييرمون فيرون”، و”ساو باولو”، و”دوك ليبزغ”، كما حصدت عدة جوائز من بينها جائزة “موبي” وجائزة لجنة التحكيم الشبابي في مهرجان لوكارنو، والجائزة الكبرى لمهرجان الإسماعيلية بمصر.

videossloader مشاهدة المزيد ←