في خطوة استراتيجية تهدف إلى القطيعة مع المآسي المطرية السابقة، أطلقت وكالة الحوض المائي، بتنسيق وثيق مع عمالة إقليم آسفي، دراسة تقنية وهندسية معمقة لإحداث سد “أوحاحز” على مستوى واد الشعبة، وذلك لوضع حد نهائي للتهديدات التي تتربص بساكنة الحاضرة المحيطية، ولاسيما أحياء المدينة القديمة.

وتسعى هذه المبادرة إلى تشييد منظومة من الحواجز والسدود التلية القادرة على كبح جماح السيول الجارفة والتحكم في صبيب واد الشعبة، لتفادي تكرار سيناريو “الأحد الأسود” الذي لا تزال ذاكرة الآسفيين تحتفظ بمرارة فاجعته.

وتعتبر الدراسة الحالية مدخلاً أساسياً لتأمين البنيات التحتية وحماية الأرواح والممتلكات من خطر الفيضانات الفجائية التي تسببها الاضطرابات الجوية العنيفة.

ولم تقتصر هذه التحركات على واد الشعبة فحسب، بل شملت أجندة الدراسة مسحاً شاملاً لمختلف النقط السوداء والمجاري المائية بتراب الإقليم، بما فيها تلك التي لم يسبق أن سجلت فيضانات، وذلك في إطار مقاربة استباقية ترمي إلى رصد المخاطر المحتملة قبل حدوثها.

وبالإضافة إلى البعد الحمائي، يراهن المتدخلون في هذا المشروع على تحقيق هدف بيئي واقتصادي يتمثل في “تثمين الموارد المائية”، من خلال احتجاز الكميات الهائلة من مياه الأمطار العذبة التي كانت تضيع صباً في المحيط الأطلسي، وتحويلها إلى مخزون مائي يمكن استغلاله في تعزيز الفرشة المائية أو في أغراض أخرى، بما يضمن تدبيراً عقلانياً للثروة المائية بالإقليم.