موسم إنفلونزا مبكر.. ارتفاع الإصابات التنفسية الحادة في المغرب

موسم إنفلونزا مبكر.. ارتفاع الإصابات التنفسية الحادة في المغرب

كشفت معطيات حديثة صادرة عن مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن تسجيل ارتفاع ملحوظ ومبكر في الإصابات التنفسية الحادة بالمغرب، في سياق موسم وبائي يتسم بانتشار واسع لفيروس الإنفلونزا، خصوصا الصنف A من السلالة H3N2، مع تداول مشترك لفيروسات أخرى.

سجلت المديرية، ارتفاعا في عدد الاستشارات الطبية المرتبطة بمتلازمة الإنفلونزا، حيث بلغت نسبتها 3,6 في المائة من مجموع الاستشارات خلال الأسابيع الممتدة 46 إلى 49 لسنة 2025، مسجلة زيادة بنسبة 44 في المائة مقارنة بالأربعة أسابيع الماضية.

وتجاوزت هذه النسبة عتبة الوباء المحددة بـ2,8 في المائة منذ الأسبوع 45، ما يشير إلى دخول مبكر لموسم الإنفلونزا بحوالي أربعة أسابيع مقارنة بالمواسم السابقة، لكن دون الوصول إلى عتبة الإنذار.

كما ارتفعت نسبة الاستشفاءات الجديدة للإصابات التنفسية الحادة الشديدة (IRAS) إلى 10,5 في المائة خلال نفس الفترة، بزيادة 15,4 في المائة عن الفترة السابقة، مع توزيع يشمل جميع الأعمار، لكن بنسبة أعلى لدى الأطفال دون خمس سنوات (22%) وكبار السن فوق 65 سنة (38%).

وأظهرت النتائج التي همت عينات من مصابين بأعراض الإنفلونزا أن إيجابية فيروس الإنفلونزا بلغت 12 في المائة، مع هيمنة واضحة لسلالة A H3N2 بنسبة 80 في المائة، فيما ظلت نسب إيجابية فيروس كورونا (SARS-CoV-2) و فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (VRS) أقل من 1 في المائة.

أما على مستوى العينات التشخيصية المستهدفة، فقد جرى تحليل 152 عينة خلال الأسابيع 45 إلى 48، شملت المستشفى العسكري محمد الخامس والقطاع الخاص، حيث تم رصد تراجع فيروس الرينوفيروس من 10 في المائة إلى 8 في المائة، بعد أن كان الفيروس المهيمن خلال الفترة من الأسبوع 40 إلى 44.

خلصت مديرية الأوبئة إلى أن تجاوز عتبة الوباء منذ الأسبوع 45 يؤكد دخول المغرب في مرحلة وبائية موسمية مبكرة بحوالي أربعة أسابيع، مع شدة تفوق تلك المسجلة خلال عدة مواسم سابقة، دون أن ترقى إلى مستوى شدة استثنائية.

وتنسجم هذه المؤشرات مع المعطيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، التي سجلت بدورها ارتفاعا عالميا في تداول فيروس H3N2 بنسبة تفوق 15 في المائة خلال الأسبوع 48، مقابل مستويات منخفضة لفيروس SARS-CoV-2 بلغت نحو 5 في المائة عالميا إلى حدود 10 دجنبر 2025.

وأكدت المديرية في ختام معطياتها أن “النشاط الإنفلونزي” المرتقب خلال فصل الشتاء يبدو مبكرا وأقوى من متوسط العشر سنوات الأخيرة، مع انتقال واضح في بؤرة الانتشار من فيروس الرينوفيروس إلى فيروس الإنفلونزا A من سلالة H3N2.

حذرت منظمة الصحة العالمية من الانتشار السريع لسلالة جديدة من الإنفلونزا في نصف الكرة الشمالي، مؤكدة أن التلقيح يظل الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من المرض.

وأكدت أن هذا العام يشهد ظهور وانتشار سريع لسلالة فرعية جديدة من فيروس الإنفلونزا (AH3N2)، أطلق عليها اسم (J.2.4.1) أو السلالة الفرعية (K)، والتي رصدت لأول مرة في أستراليا ونيوزيلندا خلال غشت الماضي، قبل أن يتم اكتشافها في أكثر من 30 دولة.

وحسب ما أكده الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، تراكمت في هذه السلالة سبع طفرات جديدة خلال صيف 2025، مما يميزها كثيرا عن السلالة التي كانت منتشرة سابقا

تبقى الأعراض الناتجة عن الإصابة بهذا المتحور الجديد مشابهة لتلك التي تسببها عادةً فيروسات الإنفلونزا الموسمية الأخرى، وفق حمضي، مثل ارتفاع في درجة الحرارة (39-40 درجة مئوية)، والشعور بالقشعريرة، وصداع، وسيلان الأنف، وآلام في المفاصل والعضلات، وسعال جاف، وإسهال أحيانا، وقيء.

وشدد حمضي على أن التلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية يظل الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من هدا المرض، وخاصة الحالات الشديدة منها والوفيات.

وفي حال ظهور أعراض المتحور الجديد أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية على ضرورة البقاء في المنزل وعدم مخالطة الآخرين، خاصة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.

كما شدد على أهمية الحفاظ على نظافة اليدين وتهوية أماكن العيش، وتجنب إرسال الأطفال الذين تظهر عليهم الأعراض إلى المدارس لتفادي انتشار العدوى، مع الحرص على ارتداء الكمامة عند الاضطرار لمخالطة الآخرين.

videossloader مشاهدة المزيد ←